مفهوم القابلية للاستعمار عند المفكر و الفيلسوف الجزائرى مالك بن نبى على منضدة المقاومة الشعبية بربك
ربك: سليمان عبدالقادر
نظمت المقاومة الشعبية بمحلية ربك منتدى بحر أبيض الدورى وتناولت المحاضرة التى قدمها المستشار الطيب النيل ابو رشوان أستاذ القانون الدولى حول مفهوم القابلية للاستعمار لدى المفكر والفيلسوف الجزائرى مالك بن نبى واسقاطها على الحالة السودانية فى ظل الظروف الراهنة وأشارت المحاضرة للمفكر بن نبى مولده ونشأته وتعليمه وما واجهه من صلف المستعمر الفرنسي وشغفه للحرية وقيادته للتقارب الافريقي الآسيوي وتوثيقاته لأعمال جمال عبد الناصر ولقاءه الرئيس السودانى اسماعيل الأزهرى بمطار القاهرة فى طريقة لمؤتمر باندونق واشاراراته للرئيس بإعلان الاستقلال من داخل مؤتمر باندونق والمواقف المصرية فى هذا الصدد وكتابات بن نبى فى الظاهرة القرآنية وكتبه التى التى فاقت أكثر من خمسة وأربعون كتابا باللغتين العربية والفرنسية وصموده مع اخوته عبد القادر الجزائرى وآخرين فى مواجهة الاستعمار و حواراته مع المفكر الفرنسي رجاء جارودى فيما يلى تقدم الغرب وتأخر المسلمين وقوله أن الغرب يقرأ ويعمل وأننا لا نقرأ ولا نعمل ورؤاه لأسباب انهيار الدولة الإسلامية وما نشب من صراع وغياب هيبة القيادة الإسلامية حينئذ وبداية سقوط وتدهور الدولة الإسلامية واسبابها وانهيار الدولة العثمانية وتقسيم العالم الإسلامي بين الدول الاوروبية ووضعه تحت رحمة الفرنجة ورؤية مالك بن نبى لقابلية العالم الإسلامي للاستعمار ووضعه أسيرا للاستعمار المباشر وغير المباشر ومترادفة مصطلح قابلية الاستعمار لمصطلح ابن خلدون بأن( المغلوب يقلد الغالب ) وان قابلية الاستعمار أصابت الطبقة المثقفة وان الاستعمار وحتى وان خرج سيترك خلفه جيوش جرارة اى ما يعرف بالعملاء والخونة كما أشارت المحاضرة لما قدمه مالك بن نبى فى سبيل نهضة بلده الجزائر ونصائحه للرئيس الجزائرى للنهوض بها واعادة الارث الإسلامي ورؤاه فى أهمية التخلص من كل العملاء داخل الجزائر والاهتمام بالتعليم منهجا وبنية وان التركة الثقيلة للاستعمار والتى تمثل حجر عثرة فى النهضة هم الخونة والعملاء ودعوته لأهمية التوعية والتبصير وتقوية الأجهزة الأمنية لكشف ألاعيب هؤلاء الخونة والعملاء لتحقيق مبدأ سيادة الدولة كما تناولت المحاضرة دور الإعلام والاوسائط فى الاستعمار الحديث وأهمية تطوير اللغة الام ( العربية) باعتبار أن أصول العلوم هى أصول عربية اسلامية و تطرقت المحاضرة للحالة السودانية خلال السنوات القليلة الماضية والاثر السالب الذى انعكس على مجمل الأوضاع نتيجة لممارسات التبعية للغرب والبعد عن معالجة المشكل السودانى بالداخل بين ابناء الوطن الواحد
الدكتور عبد الرحمن أحمد أبو خريس الأستاذ بمعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية مبتدر النقاش أشار للاستلاب الثقافى الذى أحدثه الاستعمار الفرنسي فى الجزائر و تغيير الهوية للفرنسية فيما استخدم الاستعمار البريطانى البطش والقوة على السودانيين وانتج شريحة من المثقفين والسياسيين الذين اصبحوا ابواقا تتحدث باسم المصالح الغربية لكنه لم يستطع أن يغير هوية الشعب السودانى بسبب وجود الطرق الصوفية والتماسك القبلى والمجتمعى والبعد عن العمل السياسى بسبب التنشئة التى ترفض الوظيفة العامة وهذا بدوره شكل حماية من الاستلاب الثقافى الذى كان يمارسه المستعمر الإنجليزى على السودانيين، واضاف أن قابلية الاستعمار متوفرة لدى الكثيرين وفرضت عليهم فرضا وان عدد كبير من المثقفين أصبح مهدد للأمن القومى من خلال الولاء للخارج واضاف أن القابلية للاستلاب فى السودان اقل درجة مقارنة بالدول الأخرى وان الممارسة السياسية منذ الاستقلال شكلت حاجز للمواطن فى حب الوطن وانتجت بعض الذين يسيئون للوطن من من يدعون الشعر( انعل ابوك يا بلد) مجددا التأكيد بأن القابلية للاستعمار كظاهرة من سلبياتها انها مهدد للهوية الوطنية وحب الاجنبى الذى يضعف من بناء الهوية مما يسهل من اختراق المخابرات الأجنبية والقبول بالمسلمات الثفافية الخارجية وانتاج حكومات ضعيفة تتجه بولائها للخارج واضاف أن قابلية الاستعمار وخطورتها تكمن فى حالة الدولة ذات التماسك الداخلى الضعيف ويرى ابو خريس ضرورة وضع آليات لوقف التدخلات الخارجية ووصف ما يحدث فى السودان انه ناتج عن القابلية وضعف البناء الوطنى الناتج عن الفشل السياسى منذ الاستقلال وزحزحة القناعات الوطنية وضعف الولاء واظهار الخارج بأنه افضل منا والتسليم به و النظر لثقافتنا العربية الاسلامية والافريقية وكأنها ضرب من ضروب التخلف والرجعية مجددا بالقول أن الثقافة الوطنية واحدة من الممسكات الوطنية التى تمنع الخارج من التغلغل وبتر الأفكار الهدامة وترتيب الأوضاع الداخلية والاعتزاز بثقافتنا وابعاد الثقافات التى تمثل تهديد حقيقى لتماسكنا الوطنى لانتاج ممارسة سياسية وتربوية راشدة تمكن من النهوض بالدولة السودانية سياسيا وثقافيا واجتماعيا والتركيز على التوعية الثقافية والسياسية وتغيير المفاهيم والاستفادة من التراث القومى لتأسيس توافق وطنى وتجاوز الازمات وتحقيق الواقع السياسى المنشود
المتحدثون من خلال المنتدى الذى أمه العديد من الشخصيات السياسية والمجتمعية اكدوا ضرورة الرجوع لقيم الدين الحنيف لمواجهة اطماع الغربيين واتباع المنهج الربانى والتوحيد كبداية للتحرر ومواجهة مظاهر الاستعمار الحديث مشيرين لنماذج أضعاف الأجهزة الامنية خلال السنوات الماضية كواحدة من استراتيجيات تنفيذ مخططات المستعمر وان الموارد الضخمة التى يتمتع بها السودان من العوامل الجاذبة لاطماع المستعمر التى تزداد يوما بعد يوم يرى البعض أن العديد من تجارب الأجهزة الأمنية السودانية فى الإسناد تعد تجارب رائدة تتطلع الكثير من دول العالم لتنفيذها مؤكدين أن القوة التى استمدتها الأجهزة من الأجهزة المساندة هى التى جعلت المتربصين بالوطن للتفكير فى تفكيك القوات المسلحة واضعاف بقية الأجهزة باستخدام آلة اعلامية ضخمة بواسطة مختصين فى ظل تجاهل محلى للإعلام وعدم الاهتمام به فى ظل وجود حكومات تلبى أغراض المستعمر للوصول لموارد السودان مشيرين إلى من اهداف الحرب الحالية هو تقليل الكتلة البشرية فى السودان وتهجير العقول المفكرة والقضاء على ما تبقى لتعبيد طريق موارد السودان للاستعمار ودعوا لضرورة الوحدة والاصطفاف نحو المقاومة الشعبية المسلحة وجعلها واقع يتجسد على الأرض لمواجهة مرحلة انهاك القوات بالمقاومة الشعبية واسنادها لهذه القوات واعمال كل سبل التدريب على كل أنواع الأسلحة وتنزيل هذا المنتدى المتفرد على الأحياء والقرى والفرقان وتعميمه على كل ولايات السودان ليصبح نواة يتفق عليها السودانيين مجددين العهد بأن السودان عصى على كل الطامعين فى احتلاله لسلب خيراته وقدرة أهله على حمايته وان المقاومة الشعبية ولدت باسنانها كعمل عبقرى اربك حسابات التمرد والطامعين فى خيراته مشيرين للوعى الذى تجسد فى الشعب السودانى ودعوا للتواثق والتوافق وتقوية المقاومة الشعبية وترتيبها وفق اسس لضمان استمراريتها والاهتمام بالشباب وتوعيتهم واستنفارهم وتسليحهم ونبذ العصبية والقبيلة والجهوية .