مقالات الرأي والأعمدة

دولة القانون.. عبدالعظيم حسن حسن (المحامي) .. البرهان والفرصة التاريخية

لأكثر من قرن، ووطننا الحبيب يتعرض لحرب وعدوان حرضت عليه ونفذته عناصر محلية وإقليمية ودولية. هدفت كل المؤامرات، وبكافة السبل، لتدمير السودان والسيطرة على موارده لنظل تحت طائلة الفقر والجوع والمرض. رغما عن هذا التكالب الواضح إلا أن ساستنا، سواء مدنيين أو عسكريين، لم يستفيدوا من الدروس ولم يجيدوا غير الصراع على السلطة.
مليشيا الجنجويد التي نفذت هذا العدوان لم تنجح إلا في استهداف الوطن والمواطن. في ظل هذه الظروف، لم يكن من مجال أمام المواطن غير الانحياز للمؤسسة الأصل وذلك بغض النظر عن الظروف التي صاحبت المشهد. صحيح أن كل المؤشرات كانت ترجح خسارة القوات المسلحة وانهيارها سيما وأن عدد مقدر من جنودها وضباطها بجانب القوات المشتركة، تأخروا جميعاً عن الانخراط في الحرب لقرابة التسعة أشهر من اندلاعها. لولا لطف الله ثم مساندة الشرفاء من أبناء وبنات الوطن لقضت المليشيا على ما تبقى من اليابس.
مهما كانت فداحة الخسائر المترتبة على هذه الحرب إلا أن أهم دروسها تمثلت في: *الدرس الأول*: أن هذه الحرب هدفت لتدمير السودان وأهله طمعاً في موارده. *الدرس الثاني*: أن الصراع على السلطة كان المدخل للانقلابات العسكرية ومن ثم الحرب التي لا يبدو أنها ستكون الأخيرة ما لم يرتق المتصارعون لمستوى وعي الشعب. *الدرس الثالث*: أن كل القيادات العسكرية والمدنية التي حكمت فترة العهد البائد والانتقال يجب أن يترجلوا مفسحين المجال لكفاءات قادرة على انتشال الوطن. *الدرس الرابع*: قبل أن تنتهي الحرب، على البرهان أن يُعلن أنه وطاقمه سيغادروا المشهد بانتهاء الحرب. خروج البرهان معلناً انتصار الشعب وأن المؤسسة العسكرية ضباطاً وجنوداً سيدفعوا بقائد عام جديد سيؤكد عدم رغبته في الحكم وتغليبه المصلحة الوطنية على الشخصية. بذات الوقت على البرهان أن يدعو السودانيين ليقدموا كفاءات السلطة المدنية التي ستكمل الانتقال وصولاً للانتخابات. البرهان تعوزه شرعية المضي في تعديل الوثيقة الدستورية فضلاً عن كون الخطوة مغامرة خاسرة وتمديد للصراع على السلطة. التعديلات الدستورية ستعيد للذاكرة منظر البشير وهو يتمسك بالكرسي حماية لنفسه من المساءلة. لو تقاعد البرهان وهو منتصر خير له من أن يتقاعد وهو مجبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى