مقالات الرأي والأعمدة

د.عاصم محمود المحامي يكتب 19 ديسمبر 2018م ذكرى ضياع وطن

19 ديسمبر 2018م ذكرى ضياع وطن

د.عاصم محمود المحامي

في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان بمقترح العضو البرلماني عبدالرحمن محمد ابراهيم دبكة القادم من الهامش من نيالا مطالبا بدولة ٥٦ !! تحية اجلال لكل الوطنيين الذين ساهموا في صناعة الاستقلال بأن يكون السودان حرا أبيا وعلما بين الأمم .

وبين ديسمبر ١٩٥٥م وديسمبر ٢٠١٨م فرق شاسع وشأوٌ كبير إذ تجمع جمع من الشباب الثائر المؤمن بالتغيير إلى الافضل وجمع آخر ممتلئ الاوداج صفيراً ونعيقا أجوف *تسقط بس* يتقدمه متعهدي الخراب ومقاولي الفرتقة يجوبون الخرطوم تدبيرا ومكرا ينهشون في مقدرات الوطن الأخلاقية والقيمية فبدأت حلقات فيمنزم أو الفيمنست والتنمر على الفقهاء وعلماء الدين وبدأت رحلة مجد اللساتك والتروس فاشتعلت شوارع الخرطوم واكتست الخرطوم وشاح السواد واختنقت انفاسها بدخان اللساتك !!! وحشرجت بعبرات الأسى على ما آل إليه حالها !! واستحيلت شوارعها إلى خشبة مسرح النضال الكذوب بإقتلاع مكعبات الانترلوك والبانكيت على حواف الاسفلت وأعمدة الانارة واصحى يا ترس واكتست جُدر الخرطوم بوشم مخطوطات وهمهمات شياطين الثورة على شاكلة الحل في البل والفلول والردة مستحيلة وكيزان حرامية وكولومبيا الثورة ولا تعليم في وضع اليم والجوع ولا الكيزان وجمعة الغضب تسقط لامن تظبُط….الخ عبارات السواقة بالخلا في ملمح يشي لتراجع الاخلاق في المجتمع السوداني .

ثم تجمع الكومبارس في هوليوود الثورة في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة وبدأ النفاق السياسي والاجتماعي وبرزت سوءات الزندقة على شاكلة الراستات والسانات والواقفين قنا والكنداكة التي ترتدي ثوب ابيض شعار الجمهوريين وظهر دسيس مان والراجل الضكران الخوف الكيزان ومسرح العرائس لما يسمى بتجمع المهنيين فخرجت مواكب مصنوعة من المهنيين وغير المهنيين وحتى المثليين لتشكيل المشهد الدرامي ثم تسلق قادة قحت وثامنهم حمدوك بالتلفريك إلى أعلى المنصة وتسلمو مقود الثورة خلسة وتسرب الحزب العجوز بدس السم في الدسم باجترار الشعارات المهترئة منذ سبعينيات القرن الماضي حرية سلام وعدالة والعرقي يكون مجان ببطاقة تموينية والبنقو محل الشاي العسكر للثكنات وكنداكة جا بوليس جرى ومعليش ما عندنا جيش واي كوز ندوسو دوس وغيرها من تمتمات الظار الكلكي ،،، وبينما الثوار في عنفوان الثورة نشل سارقي الاكفان تابوت الثورة واوسعوه كجما وكضما إلا أن ذابت الثورة وأُكل الثور الابيض بالاتفاق مع المجلس العسكري والساقية طاحونة الأنين طول الليالي مدورة.

ثم بدأت مرحلة تفكيك الوطن طوبة طوبة بالمجموعات المسلحة غاضبون وملوك الاشتباك وكتائب حنين ، ودلفو على الخدمة المدنية والعسكرية بالفصل والتشريد بحجة الفلول فضربو وحدة النسيج الاجتماعي ورفعوا نسبة الغبن الاجتماعي إلى أن جاء المؤسس الذي أسس لهذه الحرب فقط وجاء المستعمر فولكر والاطاري ثم الحرب وكأننا نتدحرج من علٍ إلى هاوية الحرب اللعينة التي قهرت كرماء أهل السودان .
نتمنى أن تكون ١٩ ديسمبر ٢٠٢٤م نهاية الحرب اللعينة وبداية لسودان عزيز وقوي ومنتصر في معركة الكرامة والتحية للقوات المسلحة وهي تحافظ على اللحمة الوطنية والمجد والخلود للشهداء الميامين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى