حديقة الموردة.. محمد حامد الجزولي.. هاشم صديق الشهاب الذي هوي
انتهت اخر فصول حياة الاديب الكاتب الصحافي الممثل والمخرج الاذاعي والتلفزيوني والمسرحي…والشاعر الفذ مفجر ثورة حقوق الشعراء بتفعيل قانون الملكية الفكرية..استاذ النقد ومقدم انجح البرامج النلفزيونية…
الفنان الشامل متعدد المواهب الذي قل إن يجود الزمان بمثله المغفور له بإذن الله الأستاذ /هاشم صديق الملك…
منذ النشأة الاولي في مدينة الموردة الكبري تشبعت ارواحنا باريج اشعاره ونسمات حديثه اللطيف كيف لا وصديق الطفولة والصبا ابن شقيقته اخي الذي لم تلده امي الأستاذ ازهري عثمان عبدالحفيظ..جمعتنا وحدة المزاج…فكانت اسرتي هي اسرتي الثانية بكل تفاصيلها شقيقيه الدكتور حسن صديق والاستاذ ابوالقاسم صديق..الراحل صديق وعلي عثمان واخوانهما عماد خالد..وعبده نادر طه.اسامة مبارك. واخوانه .السر حسن عبدالحفيظ.الرشيد ميرغني وإخوانه عمار وعصام عباسواخوانهما..محمد ومهند ومصعب حسين خليل.وابناء الراحل هيثم وايمن ود.قصي ولينا..وجدنا الملاذ في متابعة المسلسلات الاذاعية والاشعار وارتياد المسرح دوريا (الموسم المسرحي).فكانت نبته حبيبتي واحلام الزمان..وقد شهدت استاذ هاشم الممثل في مسرحية المنضرة.
وكيف كانت ثورة الجماهير ابان حكم نميري عقب انتهاء كل عرض لمسرحية نبته حبيبتي الي ان تم ايقافها بأمر السلطة الحاكمة.وكانت احلام الزمان فتحا مشرقا للمسرح الاستعراضي…وآخر مسرحياته ابان عهد الانقاذ كانت بإسم وجه الضحك المحظور تخطي فيها خطوط السلطة الحمراء بالنقد اللاذع في قالب بديع اخرجت من النجم علي مهدي وبقية الممثلين أفضل ماعندهم لقوة النص والحوار..
كان الراحل المقيم رحمه الله صاحب مفردة فريدة واسلوب ساحر فهو موهوب بالفطرة ولايسع المجال لاستعراض اسهاماته المتميزة لأن اي عمل قدمه ترك بصمة في التاريخ ..مسلسل قطار الهم..الحراز والمطر.الخروج من النهر..أو النلفزيوني طا ئر الشفق الغريب…ولا منتوجه العاطفي الراحل محمد الأمين حروف اسمك.كلام للحلوة.همس الشوق..وقصة ثورة الملحمة الاكتوبرية التي هزت اركان الطغيان وظلت ومازالت تلهب المشاعر وتهز عروش الجبابرة رغم ايقافها لثلاثة عقود الا انها مازالت وستظل حية في ضمير الشعب السوداني لمايطل في فجرنا ظالم…نحمي شعار الثورة نقاوم.. .شارك فيها العمالقة الاساتذه خليل اسماعيل.بهاء الدين عبدالرحمن.عثمان مصطفي.. والاستاذه أم بلينة السنوسي…
ارتباط الأستاذ هاشم صديق بالموردة وبانت منذ النشأة فقد كان يحكي لنا كيف أنه كان ياتي راجلامن بانت شرق مرورا بحي صابرين وخور ابوعنجة وهو في الطريق لحوش خاله عبدالحفيظ محمد الطاهر..والسادة الادارسة.وكذا مشاويره وغنواته اللي مابتتقال وهو في الطريق الي الاذاعة بالدراجة وفي معيته ملكة وسيدة المايكرفون الراحلة ليلي المغربي واخرين…
لقد ساهم في بناء الشخصية الموردابيةو السودانية السوية المشبعة بالقيم والمثل والاصالة من خلال الندوات في منتدي الموردة الثقافي في مدينة الموردة ومن خلال الفعاليات الثقافية والاجتماعية داخل النادي وكمثال المشاركة في أحياء ذكري الفنان مصطفي سيداحمد والتي كانت تقام سنويا داخل اسوار نادي الموردة .. شارك في الاعداد وتقديم نماذج وقراءات شعرية ..في وجود زمرة من الصحفيين في مقدمتهم الموردابي الراحل محجوب محمد احمدومجموعة من اقطاب الموردة وكل الوان الطيف الرياضي..
من المواقف التي لاتنسي عندما تكون لدينا مباراة للموردة كنت حينما أحمل الطبلة والمايك المتحرك لابد إن امر علي اخي ازهري عثمان لمقابلة والدة الراحل هاشم صديق حبوبة امنة بت الجنة
لتدعو لنا بالنصر.اذكر كانت لنا مباراة مع فريق مولودية وهران الجزائري شيعتنا بالدعوات الصالحات قائلة(الله ينصركم عليهم نصرة علي الكرار علي الكفار) تداخل استاذ هاشم في الحديث (لكن يايمة ديل ما كفار) ضحكنا خرجنا وكسبنا المباراة بهدف للمهاجم الفذ احمدبربش من تمريرة متقنة من اللاعب الفنان محمد بابكر المغربي…وإن أنسي لا أنسي عشية فوزنا علي الزمالك وبعد إن رجعنا نادي الموردة من إستاد الخرطوم مشيا علي الأقدام تظللنا اعلام الموردة والسودان نرقص ونغني فرحا وحبورا بالنصر.كان يوم ابتهاج سوداني بحت..اصطحبنا معنا نجم النجوم اللاعب عصمت الفنان الي منزل الراحل هاشم صديق الذي استقبلنا والسرور والابتسام والراحة النفسيةتغلف محياه….قائلا:
ياسلام الليلة يوم جميل واتذكر كان حديثه مع عصمت الامتداد ياأخي انت صغير في التلفزيون شايفنكم
عمالقة..لكن حقيقة كنتم عمالقة في الملعب وافرحتوا كل الشعب السوداني..باقصاء الزمالك المصري وفك عقدة الكرة المصرية كاول فريق سوداني يقصي فريق مصري في المنافسات الافريقية ومن دور ال 32..
فقدك كتب حزن المغني
وانقطع شدو الفصول
ورجعت زي ماكنت قبلك
ساكته في عصبي الطبول
لمس البرد عرقي وشرد مني الوتر
كأنه ريدك كان هلال آخر شهر
بعده انتحر في الدنيا تاريخ الربيع
وكانت فقدك ناغم أيام الشتاء
وفجر أحزان الصقيع…..
الا رحم الله الفنان القامة شاعر الشعب الهرم الأستاذ هاشم صديق
واسكنه عالي الجنات مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا…..
ولانقول الا ما يرضي الله:
انا لله و انا اليه راجعون…