بيان للإصلاح الآن حول الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
بورسودان: سودان فيوتشر
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة الإصلاح الآن
بيان
حول الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}
تحل علينا هذه الايام الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى المباركة، التي سلطت الضوء على القضية الفلسطينية، ووضعتها في مقدمة القضايا العالمية التي يستوجب على العالم الاهتمام بها، ووضع الحلول العادلة والناجزة لها، خاصة وانها تصاعدت من صراع محلي محدود، الى قضية انسانية تداعى لها الاحرار في كل الكرة الأرضية.
وقد تجاوبت شعوب العالم بنحو غير مسبوق لمناصرة قضية فلسطين بقوة، ولأول مرة يجمع العالم على إدانة القوى الصهيونية التى انفضحت أهدافها العنصرية البغيضة.
شهدنا تحركات، واعتصامات، واحتجاجات، ومسيرات الطلاب والشعوب في جميع أنحاء العالم، وفي أمريكا وأوروبا على وجه الخصوص، تطالب بالحرية والعدالة لفلسطين، ووجوب قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشريفة.
ومن العلامات الدالة على التطور النوعي في التعامل مع قضية فلسطين، اعتراف معظم دول العالم بالدولة الفلسطينية، وحصولها على عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكذلك اتخاذ بعض الدول في امريكا الجنوبية وغيرها، قرارات بسحب السفراء وقطع العلاقات مع الدولة العنصرية الظالمة.
كما قامت دولة جنوب أفريقيا بعمل مشرف قادت فيه دولة البغي والاحتلال الى محكمتي العدل والجنايات الدوليتين، واستصدرت منهما قرارات تدين المحتل وتنصر المظلوم.
لقد كانت هذه النتائج وغيرها، ردة فعل للطوفان المبارك على طغيان وصلف العدو الصهيوني الغاشم الغاصب، الذي سام أهلنا في فلسطين صنوف العذاب، مواطنين وأسرى، وواصل في غطرسته، وتمدده في احتلال الأراضي، وبناء المستوطنات، وتهويد المقدسات، وحصار القطاع، وفرض سيطرته على الضفة الغربية، وأكناف بيت المقدس.
تأتي الذكرى الأولى لهذه المعركة المصيرية وقد قدم أهل غزة أكثر من أربعين ألف شهيد، وأكثر من مائة ألف من الجرحى والمفقودين والأسرى، ورغم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، فقد ظل شعبنا في فلسطين صابراً مع مقاومته الباسلة، وشامخاً وصامداً ومحتسباً، بينما ظل المجتمع الدولي شريكا في هذه المأساة الإنسانية، بعجزه عن إصدار قرارات رادعة في حق العدو الصهيوني، تجبره على إيقاف عدوانه وكف أذاه، بدلاً عن الادانات الخجولة من بعض المنظمات الدولية والتي لا تفرض أمناً ولاتسمن ولاتغني من جوع.
ومع تمام الشكر لله نحيي ونشكر الذين قاتلوا مع المقاومين في مختلف الساحات، من مجاهدي حزب الله في لبنان، وانصار الله في اليمن، والمجاهدين من العراق، وايران، ومن كل الذين ساعدوا إخوانهم في فلسطين بالمال والإعلام والدعاء.
إن العدوان على السودان وفلسطين حلقات من مؤامرة واحدة، تتعرض لها بلادنا وشعوبنا، ولابد من التراص والتعاضد، حتى نتمكن من هزيمة الواقفين خلفها، وردهم على أعقابهم خائبين مخذولين .
هذا التطور يلقي علينا مسؤوليات كبيرة، لتحويله الى حركة عالمية نشطة، لتواصل الأمم وتوافقها على سياسات واستراتيجيات مشتركة، تقود الى التحرير الكامل لدولة فلسطين.
في الختام نترحم على أرواح الشهداء من القيادات والقواعد على مر تاريخ الجهاد والقتال من أجل الأقصى وفلسطين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
{ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }.
صدق الله العظيم
حركة الإصلاح الآن
السودان ٦ ربيع الآخر ١٤٤٦ه
الموافق ٩ أكتوبر ٢٠٢٤م