الحوري الذي نحب !!! بقلم.. اسماعيل شريف
مضت الأيام منثاقلة وهي تعلن وداعا مفاجئا برحيل الأستاذ محمود سر الختم الحوري وزير التربية والتعليم المكلف عن دنيانا تاركا حزنا عميقا عم الأوساط السودانية على إختلاف مشاربها وتوجهاتها الإجتماعية والسياسية.. فقد كان الفقيد أمة تمشي على رجلين . أحبه من حوله لتواضعه وابتسامته وطريقته العفوية في السلام والتحية فهو لا يتلقاك الا وهو فاتحا ذراعيه وإبتسامته العريضة تسبق يديه وبشاشته تملأ الآفاق ..كان ترحابه بالناس أهم سماته وإبتسامته الناصعة أبرز ملامحه ومسارعته في تقديم العون والمساعدة أفضل صفاته. لم يضع للبرتوكول مساحة في تعاملاته فهو ذاك الأستاذ المعلم البسيط الذي دلف إلى إدارة إمتحانات السودان وهو بعد في ريعان شبابه. إستقى من هذه الإدارة إسمها المقترن بالوطن..كان سودانيا بكل ماتحمل هذه المفردة من معاني .. ويشهد بذلك كل من أمضى دقائق في مكتب الحوري بإدارة الإمتحانات أو مكتب الوكيل أو مكتب الوزير ..تجده دوما يتلمس هموم الناس ويعالج مشكلاتهم في موضوعات التعليم والشهادة السودانية وأرقام الجلوس .. ولمن يعرف كنترول الشهادة السودانية كان الرجل حاديها وفاكهة الكنترول بقفشاته اللطيفة وحسمه الرادع وطريقته الفريدة
إرتضى تولي مهام التكليف بمنصب وكيل الوزارة في توقيت حرج بعد هروب العديد من قيادات الوزارة من هذا التكليف قي ذلك التوقيت وأدار الأمر بحكمة ومهنية وإجتهاد ..عانى كثيرا من إنتقادات لاذعة إلأ أنه تجاهل كل تلك الحملات وعمل بصمت حتى أنجز كثير من الملفات الساخنة أهمها إمتحانات الشهادة الثانوية السودانية للعام ٢١/ ٢٢ ..والتصديق بأول مدرسة إلكترونية في السودان وإمتحانات المرحلة الإبتدائية للعام ٢٣ وإمتحانات الشهادة الإبتدائية والمتوسطة ٢٤ وإستخراج وتوثيق الشهادات السودانية للطلاب بكل من مدني وبورتسودان وطباعة وتوزيع الكتاب المدرسي وإعادة المرحلة المتوسطة للسلم التعليمي بالبلاد وغيرها من إنجازات لا يتسع المجال لذكرها.
كانت آخر مجاهداته القدوم للقاهرة وهو يحمل هم أبناء وبنات السودان بمصر بعد صدور قرار بإغلاق المدارس السودانية بجمهورية مصر العربية وبذل جهودا حثيثة رغم المرض وهو يحضر ورشة متخصصة لهذا الغرض أقيمت ببيت السودان بالسيدة زينب رغم أن جرح العملية التي أجراها في إحدي رجليه مازال طريا كان يغالب جرحه ليداوي جراح طلابه وطالباته المتشوقين للعودة للفصول االدراسية ومعانقة السبورة والطبشيرة ومواصلة التعليم . وقد أثمرت الجهود بتحديد موعد اللقاء المرتقب بين الجانب المصري والسوداني ممثلا في وزير التربيةوالتعليم السوداني والمصري والسيد سفير جمهورية السودان بالقاهرة يوم الأحد الماضي الا ان يد المنية اختارت توقيتها المحتوم وودعنا الحوري مساء الجمعة تاركا بين أيدينا أمانة غالية …وهي تعهده بعقد إمتحانات الشهادة الثانوية السودانية للعام ٢٣ خلال هذا العام حيث أردف قائلا بعبارة سمعها كل المشاركون في ورشة التعليم ببيت السودان(إلأا كان أموت)..رحل الحوري وبكاه الجميع بحزن عميق ولا نقول الا مايرضى الله انك ميت وانهم ميتون …وانا الى ربنا لمنقلبون…وانا لله وانا إليه راجعون…