مقالات الرأي والأعمدة

إحتفال طراوة…ملف النازحين وكسلا.. للتاريخ.. صديق رمضان

لم يعجبني أمس بمدينة القضارف منظر النازحون وقد نصبوا الخيام وشيّدوا المباني القشية على قارعة الطريق بمدخل المدينة، نعم بذلت حكومة الولاية وشعبها جهدا كبيرا ومقدرا في إيواء الذين خرجوا من ولاياتهم بسبب الحرب، ولكن يظل وجود ضيوف قضارف الخير بتلك الصورة أمر غير مقبول مهما كانت المبررات.

وفي كسلا فإننا لن ندّعي او نكذب بأن النازحين الذين وفدوا الي الولاية وجدوا أوضاع مثالية، ولن نبالغ بالقول أنهم لم يواجهوا أي معاناة، لأن في هذا عدم مصداقية.

ولكن بذات القدر فإن ولاية كسلا رسميا وشعبيا رسمت بما توفر لها من إمكانيات لوحة إنسانية في غاية الروعة وهي تبذل أقصى ماتملك من جهد من أجل توفير أماكن تحترم إنسانية النازح.

وهذه الحقيقية تتجسد في وجود أكثر من 400 دار إيواء تضم مئات الآلاف من النازحين الذين وجدوي المأوي والخدمات المتمثلة في المياه والكهرباء حتى ولو نسبياً.

وحتى الاخفاقات التي تحدث هنا وهناك فانها طبيعية بحسبان أنه جهد بشري عطفا علي أن كسلا لم تكن مهيأة في الأصل لاستقبال إعداد كبيرة من النازحين.

وهنا دعوني أشير إلى ما يؤكد أن كسلا تعاملت بأخلاقها المعهودة مع النازحين، فإنه في إحدى الولايات تمّ إخراج النازحين بالقوة من دور الإيواء لفتح المدارس، وهنا في كسلا دخلت معهم الجهات الحكومية في حوار وبكل هدوء وبرضاء كل الأطراف نجحت في إستئناف الدراسة بعد أن وفرت لهم البدائل ولم ترمي بهم على قارعة التاريخ، وهذه حقيقة نشهد عليها للتاريخ.

ومثال آخر فإن إحدى الولايات أصدرت قرار قضي بمنع السيارات الملاكي من العمل في نقل الرُكاب، وهنا في كسلا سمحت لهم تقديرا لظروفهم، بل حتى أصحاب مركبات المواصلات الداخلية افسحوا لاخوتهم الوافدين المجال ليعملوا معهم في بمركباتهم”حافلات” وليقتسموا معهم “اللقمة” .

والاحتفال الذي شهدته منطقة طراوة اليوم الأحد في تقديري هو تعبير حقيقي لمشاعر كل نازح ينظر إلى الجزء الملئ من الكوب،وذلك لأن كسلا الرسمية والشعبية تعاملت باحترام مع الوافدين عامة وفيما يتعلق بدور الإيواء خاصة.

وبرنامج اليوم الذي كان برعاية وزارة التنمية الاجتماعية التي أحسنت إخراجه حقق أهدافه تماما بتعزيز روح الوفاء بين الحكومة والمواطن،وحمل بين ثناياه رسائل كثيرة أبرزها حقيقة اجتهاد كسلا لأداء دورها الإنساني كما ينبغي، كما أنه يوضح أن هذا الشعب فريد واستثنائي قادر على التماسك في أصعب الظروف.

لذا طبيعي أن يتقدم النازحين بالشكر لكسلا ممثلة فى الوالي الصادق الأزرق وأركان سلمه.

*خارج النص*
نتوقع النجاح لإحتفال وداع نازحي ولاية سنار ضمن برنامج العودة الطوعيه.. وبالتأكيد فإن كل واحد من النازحين يحمل ذكريات جميلة عن أرض التاكا، وهكذا هي الحياة فقد خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى