سياسيمقالات الرأي والأعمدة

د. نجاة الامين تكتب “منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب والتصوير”

من دفتر مقاربات ومقارنات

منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب والتصوير..
————————–
دكتور/مهندس نجاة الامين عبدالرحمن
(خبير الاسراتيجية والقانونية)

قف ! ثابت عندك..محلك سر..منطقة عسكرية ،ممنوع الاقتراب والتصوير..هذه عبارات لا يمكنك ان تتجرأ او تحدثك نفسك ،ان تخالفها فهى اوامر واجب تنفيذها ،ولو كنت صاحب سلطة او جاه..هذه العبارات لم توضع عبثا، ولم تاتى من فراغ فهذه العبارات، وضعت لاسباب ومبرارات، وعادة هذه توجدفى الاماكن العسكرية لسريتها اوخطورتها، فهى قد تكون مصانع او مخازن للاسلحة او الذخائر ،وغيرها من العتاد العسكرى او قد تكون ثكنات للجيوش ..لنقف عند مفهوم الجيوش ، حقيقة مصطلح الجيوش جمع مرادف لمصطلح جيش وهى بمعنى جاش اى (جند) ،وجاش تفيد الثبات من الرباط، (اى الانضباط لا الانفكاك..) ،والجيوش هى مجموعة الناس فى الحرب،او هى مجموعة القوات المنضوية تحت علم فى وقت السلم، وهنا نقف عندمفهوم الجيوش بمعنى انها مجموعة من الناس فى الحرب،والشاهد انه ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الجيوش الاسلامية اظهرت مستوى عالى من الانضباط والتنظيم والتفوق الاستراتيجى،وهذا يرجع لادوار الناحية العسكرية التى وضعها واقراها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لمعالجة الصراعات انذاك،وهى بمثابة هئية الاركان العسكرية بالمفهوم الحديث ،والادوار هى:
-دور الحشد
-دور الدفاع عن الدين
-دورالهجوم
-دور التكامل
وهذه الادوار الاربعة مجتمعة تعرف بفن الحرب،وفى مقاربة مابين هذه الادوار مجتمعة وفن الحرب بالمفهوم الحديث ،وعليه لابد من توضيح ذلك ، بالوقوف عند هذه المعارف المتعلقة بالصراع المسلح الهادف لتحقيق ما عجزت عنه الوسائل السلمية فى تحقيقه ، و هذه المعارف على وجه التحديد، ثلاثة اقسام هى:
1/الاستراتيجية:وهى التى تعالج انواع العمليات الحربية واساليبها الضرورية لانجاح هذه العمليات
2/فن الحرب: وهو الذى يعالج تحديد فكرة العملية او العمليات ووضع المخططات اللازمة لاستخدام القوى والحشد الامكانيات الضرورية لتنفيذ فكرة العملية
3/التكتيك: وهو تحديد فكرة العملية واسلوب تنظيمها وطريقة تنفيذها وفق مخطط العمليات حيث تنظيم التعاون بين الاسلحة والقوى المشتركة فى المعركة،وهذه تعرف بفن الحرب بالمفهوم الحديث وبالمقاربة بينها وفن الحرب ( الادوارالعسكرية/ المنهج النبوى)نجد ان كلاهما يتخذ المعارف المتعلقة بعلاج الصراعات فى الحروب (اساسا) قبل الدخول فى المعارك لضمان تحقيق الانتصار باقل الخسائر ، لنقف قليلا نسلط الضوء على (فن الحرب) من ناحية الادوارالعسكرية (المنهج النبوي)فى معالجة الصراعات العسكرية ،وذلك بمفهوم ان الجيوش هى مجموعة ناس فى الحرب هذه المجموعة من الناس منتظمة بانضباط واخلاق تحت قائد يدير المعركة بعقل وشجاعة بعكس قائد الجيوش بالمفهوم الحديث الذى يدير العملية الحربية بالعقل دون عناء حيث تتوفر له كل الوسائل الحديثة من اتصالات وتقنيات عالية الجودة ومعينات ومنظومات حربية متقدمة ،لذلك نجد ممارسة المعارف المتعلقة بمعالجة الصراعات باتخاذ الادوار العسكرية كان لها دور كبير فى احداث انتصارات كبيرة فى المعارك الميدانيةالتى تحتاج للشجاعة والاقدام.. وللتذكير نقف عند اهم المعارك او الغزوات فى تاريخ الحروب الاسلامية ،وهنا نخص بالتحديد غزوة تبوك لانها تعتبر الانموذج الامثل لتطبيق فن الحرب بمفهومه (الادوار العسكرية /المنهج النبوى) لذلك كان لهذه الغزوة الصيت الاكبر فى تاريخ انتصارات الجيوش الاسلامية ، لازالتها اكبر دولتين عرفها العالم انذاك وهما امبراطورية{الفرس -الروم (بزنطة) } . ويعود هذا الانتصار للانضباط والتنظيم والتفوق الاستراتيجى التى تتصف به الجيوش الاسلامية ..وهذا الانتصارفى اعتقادى هو بمثابة العقدة النفسيةالاولى لجيوش الامبريالية العسكرية التى كلما زكرت انتصارات الجيوش العربية او الاسلامية الا وتملكهاالخوف والزعر ،كما تشير الثوابت التاريخية ان جيوش العولمة العسكرية(الادارة الامريكية وحلفاؤها) الان تكن الكره والحقد للجيوش العربية والاسلامية ،وهذا يظهر واضحا بالخارطة السياسية العسكرية لجيوش العالم الامبريالية المرتبطة ايديولوجيا بالتوسعية (الكولونيالية) الهيمنة والاستعمار واضعاف جيوش العالم العربى والاسلامى وجيوش دول العالم الثالث التى ايدولجيتها مرتبطة بحماية (التراب الوطنى) وهذه تغلب علي جيوشها شدة الولاء والانتماء لاوطانهم انطلاقا من ايمانياتها (عقيدتها) التى قد تكون دينية او قبلية او طائفية او اسرية..الخ.. فدول العالم المتقدم (الادارة الامريكية وحلفاؤها) فى حراك دائما للحفاظ على الخارطة السياسية العسكرية لبسط السيطرة والهيمنة واضعاف الجيوش والدليل الدامغ لاستعداء الادارة الامريكية للشعوب العربية والاسلامية فى كل مذاهبها واتجاهاتها وطبقاتها وانتماءتها واعرافها.. وخير مثال لذلك مافعله شارون فى الشعب الفلسطينى من مذابح انذاك وما يفعله نتنياهو الان من ابادة للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ..وهناك العديد من الشواهد التى تدلل على حقد وكره الادارة الامريكية ماحدث فى العراق بشنها الحرب على العراق بزريعة امتلاك العراق سلاح كيماوى واسلحة الدمار الشامل (باستخدام زريعة السياسة العسكرية مروحة الداى2 المحسنة والمطورة) لضرب جيش العراق الذى كان من اقوى الجيوش فى الوطن العربى) ..كما تؤكد الثوابت الدامغة ان الادارة الامريكية استخدمت اسواء درجات الحقد ما قاله هذا الامريكى جورج بوش وهجومه المباشر على العقيدة الاسلامية،والمدارس الفكرية الاسلامية تحت (ذرائع الارهاب) ،واعتبار الاصولية الاسلامية بكل مدارسها وفئاتها واى (مسلم/مسلمة ) هو هدف الحرب الامريكية على الارهاب، واعتبار المقاومة الفلسطينية (وكتائب اسنادها المشروعة ..) على قائمة الارهاب.. وقس على ذلك ما يفبركه العملاء لتحريض المجتمع الدولى وحلفاؤه مؤيدى(العولمة العسكرية) ضد السودان فى حربه الان للاجهاز على جيشنا الوطنى واضعافه لتحقيق مطامع الغرب على وضع السودان على قايمة الارهاب..فهذه بعض من كل لاستعداءات الادارة الامريكية للشعوب العربية واضعاف جيوشها ونزكر للتاريخ بعد اضعاف جيوش بعض من الدول العربية منها على سبيل المثال: العراق ،اليمن،ليبيا،..الخ.. والان نستشف ونسترق السمع بوادر ضغوض لاضغاف جيشنا الوطنى العظيم وهذه الضغوض نابعة من استراتيجيةالمطامع والمصالح الامريكية(العولمة العسكرية) عبر استمالة هؤلاء العملاء انصاف السياسين والاحزاب الاقزام (مشتهى السلطة) ، وحقيقة ظهرت هذه المطامع جلية عندساحة الاعتصام امام القيادة العامة عندما هتف بعضهم من (العملاء المرتهنين للخارج سارقى الثورات )الذين يتماهون مع الخارج والمجتمع الدولى وحلفاؤه من خلال هتافهم الشاذ المنكر المفخخ(العسكر للثكنات ..! )بقصد النيل من جيشنا الوطنى العظيم..وللحقيقة ومن المعلوم بالضرورة ان العسكر فى الاوضاع الطبيعية تذهب لثكناتها للتفرغ لمهامها المنوطة بها فى حماية الوطن والعرض وهذا فى حالة السلم ولكن فى حالة الاوضاع غير المستقرة كما هو كان حادث من حراك شعبى وثورى فهنا لابد ان تكون قوات الشعب المسلحة حاضرة لحماية الشعب والثوار والدستور الى ان يستقر الحال ويفضى لحكومة مدنية منتخبة تحقق طموح الثوار والشعب..ومن المفارقات ومن باب المضحك المبكى.. ألا؟! يعلم هؤلاء الببغاءاوات العملاء انهم امام ثكنة عسكرية ( القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة)، ومن المفترض الالتزام بالاوامر والادب امامها فهى منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منها والتصوير ،ولكن لثلاجة ورحب صدور جيشنا العظيم، الذى مد يده بيضاء وانحاز لهذه الثورة المجيدة و التى كان هتاف ثوارها الاماجد ثوار ثورة ديسمبر المجيدة ( حرية-سلام -عدالة) والثورة خيار الشعب فانحاز الجيش الى جانب الثورة ايمانا منه ورغبة اكيدة لخيار الثوار والشعب فى التغيير من اجل وطن واسع تتوفر فيه كل خيارت الحرية، والعدالة، والسلام، وانطلاقا من دوره فى حماية الوطن والعرض وحماية الدستور والثورات ..كما انحاز من قبل لثورة اكتوبر الاخضر 1964م وثورة رجب ابريل 1985م، وثورة ديسمبر المجيدة 2019م، وللتذكير ان الزكرى تنفع المؤمنين ان انتصارات جيوش الشعوب العربية والاسلامية عندما تزكر امام الادارة الامريكية فانها تصاب بحالة من الاكتئاب والاحباط وكما ان احداث 11/سبتمبر 2001م تعد العقدة النفسية الثانية و لها الاثر الكبير فى تغيير مزاج الادارة الامريكية الى هياج و عصبية مفرطة فى اصدار العقوبات تجاه جيوش الشعوب العربية والاسلامية ونزكر للتاريخ حقيقة ماحدث فى يوم الثلاثاء الاسود 11/سبتمبر2001م ان امريكا استفادت ، من استصدار قرار من مجلس الامن لاحتكار العولمة العسكرية قرار رقم(1373) فكان هذا اخطر قرار يضع امريكا فى الموقع المهيمن والمسيطر على العالم كله (سياسيا،اقتصاديا، اعلاميا، تعليميا، عسكريا) وهذه الهيمنة والسيطرة كذلك تشمل كذلك انظومة الامم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها وحتى مجلس الامن ..وفى استراحة تحت شجرة التاريخ نسترجع استراتيجيات الوصول الى العولمة العسكرية(استراتيجية المطامع والمصالح الامريكية) لتكون امريكا هى المهيمن والمسيطر على العالم انه لابد من معرفة سبب اعطاء هذا الحق المجحف للادارة الامريكية لان تكون لها حرية العمل العسكرى لكل شعوب العالم حقيقة كان السبب هو احداث تفجيرات برجى التجارة بنيويورك 11/سبتمبر 2001م كان سبب قوى لان تستصدر الادارة الامريكية قرار من مجلس الامن يكفل لها الحق فى استخدام الاستراتيجيات المناسبة للوصول للعولمة العسكرية اى الهيمنة والسيطرة وهذه الاستراتيجيات تم استخدامها دون هوادة لكثير من الدول وهى:
-استراتيجية الضربات الاجهاضية المسبغة (الضربات الوقائية):
وهذه تعود الى عصر الحرب الباردة، للتعامل مع الحرب النووية المتوقعة.. وهنا يدخل عامل النوايا الذى يربط التهديد بالسبب لوقوع الحرب مثال لذلك ماحدث فى حرب 1967م عندما سحبت مصر المراقبين من شرم الشيخ وحشد القوات فى العريش ورفح مما اعتبرته الادارة الامريكية سبب كافى لتهديد امن اسرائيل ..فى اعتقادى ان التوسع فى هذه الاستراتيجية باتخاذ توقعات التهديدات سببا لتوقيع ضربة فيه اجحاف واعادة العالم لعصر القوة الاستعمارية ..وقس على ذلك بافتراض توقع ستقوم الصين بالهجوم على تايون او قيام روسيا للهجوم على جورجيا فهل ستوجه الادارة الامريكية ضربة اجهاضيةاو وقائية لمجرد ان هنالك توقعات لهجوم محتمل بهذا سيصبح العالم عبارة عن انتقامات ..
-استراتيجية الردع:
وهذه موروث من استراتيجيات عصر الحرب الباردة وهدفها حرمان العدو او الاعداء ..وتستخدم الادارة الامريكية شعارلهذه الاستراتيجية مكافحة الارهاب بقصد استمالة الشعوب للتحالف معها فى هذه الاستراتيجيات ومن
باب(من ليس معنا فهو ضدنا)
او (لم يكن معنا فهو مع الارهاب)..وبهذه الاستراتيجية استفادت امريكا فى حشد تحالف دولى فى حرب الخليج الثانية
-استراتيجية العصا والجزرة:
وهذه مكملة لاستراتيجية الردع وهذه تعتمد على تجزئية جبهات الصراع وتقسيم منظومات المقاومة عبر هذه التطبيقات:
– تهديد الاطراف الصلبة
– اغراء الاطراف الواهية الضعيفة
– وضع عقوبات(بتجريم قادة الاركان والرؤساء) بانهم مجرمى حرب، او مرتكبى جرائم الحرب والابادة الجماعية وتم بالفعل انزال عقوبات لبعض من الزعماء والافراد والعسكرين والامثلة كثيرة منها على سبيل المثال ما اصدرته محكمة الجنايات الدولية فى حق صدام حسين واخرين من الرؤساء والافراد
– استخدام الوعود
بابرام الوعود بين الدول للضغط عليها للتنازل او التخلى عن المتنازع كليا او جزئيا او اللجؤ لتحقيق اتفاقيات نظير الحصول على ما وعد به وامثلة لدول تم اغرائها ووعدها للضغط عليها لتحقيق اتفاقية السلام نيفاشا 2001م السودان وهذه بعض دول تم ابرام وعود معها ( البوسنة والهرسك..كوسوفو..)
وفى سردية بسبطة نكشف ونسترجع سلسلة تطبيقات عقوبات للادارة الامريكية على السودان وفقا للاستراتيجيات الثلاث المزكورة سابقا حيث تم تنفيذ تطبيقاتها على فترات منذ العام (1988م – 2017م ) وهى سلسلة من العقوبات نزكر منها على سبيل المثال: تخفيض مستوى وفود التمثيل الدبلوماسى بسبب عدم تسليم المتهمين فى اغتيال حسنى مبارك ، كذلك تم اصدار عقوبات بسبب عدم تسديد الديون ،كما اصدر كلينتون عقوبات مالية وتجارية (تجميد الاصول المالية السودانية) وعدم الاستثمار والتعاون الاقتصادى،بسب رعاية السودان للارهاب (ايواء زعيم القاعدة بن لادن) ، كذلك اصدر كلنتون تجميد اصول اموال سودانية ومنع تصدير التكنولوجيا الامريكية ،والزم الشركات الامريكية، والافراد بعدم التعامل اقتصاديا مع السودان ، كذلك اصدر كلنتون امر بقصف مصنع الشفاء للادوية بزريعة وجود اسلحة كيمائية ،كما تم اصدار عقوبات لافراد مسئولين بسبب جرائم ابادة جماعية ،جرائم حرب ،جرائم ضد الانسانية ، كما اصدر جورج بوش حظر عدد133 شركة بترول وثلاث افراد بسبب سياسة السودان تهدد سياسة امريكا فى مجال النفط ، كما اصدر اوباما تجدد العقوبات على السودان رغم احلال سلام نيفاشا 2001م بحجة الصراعات فى دارفور ، كذلك اصدر اوباما تجديد العقوبات لمدة سنة ،فهذه العقوبات فى اعتقادى لم تفيد الغرض الذى من اجله تم وضعها، بينما الذى تأثر بها هو الشعب الذى لا ناقة له فيها ولا حمل لذا من هنا نقول للعملاء المرتهنين للمجتمع الدولى وحلفاؤه الذين الان هم يهرعون و يهرولون سقوطا وقياما ثم (ترنحا) وسقوطا.. ثم يأمون شرقا وغربا .. ويصلون يمنة وشمالا .. تقربا وتمرقا للغرب (المجتمع الدولى وحلفاؤه )يبحثون عن السلطة .. و مزيدا من العقوبات فنقول لهم فان كان من مزيد ترجونه ايها العملاء ، فالشعب اقوى واكبر.. يابلادى.

دكتور/مهندس نجاة الامين عبدالرحمن
(خبير الاسراتيجية والقانونية)
اكتوبر 2024م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى