رداً على سؤالك الاستنكاري.. هذا هو التعليم العادل أستاذي ماهر الحسين.. بقلم.. صديق رمضان
ماهر الحسين محمد علي، أستاذ مخضرم وتربوي محترم في المرحلة الثانوية، قادته كفاءته وخبرته لتولي منصب مدير وزارة التربية والتوجيه بولاية كسلا، يحمل همّ التعليم في حركاته وسكناته، في حِلّه وترحاله، يأمل في أن يحصل من هم نصف الحاضر وكل المستقبل على حقهم كاملاً في التعليم، وبقلب المُربي والأب يدرك خطورة توقفهم عن الدراسة.
ولأن عودة الصغار إلى قاعات الدرس من الهموم التي يحملها بين جوانحه رغم العواصف التي تعتري طريق العملية التعليمية، فقد كان حضوراً انيقاَ وفاعلاَ في ورشة عمل مناصرة قضايا التعليم وفتح المدارس.
غير أن أستاذ التاريخ الشهير بكسلا بدأ مستنكرا لما جاء في عنوان الورشة خاصة الفقرة التي جاء فيها:”ودعم التعليم العادل لليافعين في حالات الطوارئ”،وسأل باستهجان عن جدوى إيراد مفردة “تعليم عادل”.
وهنا قد تتباين الآراء وتذهب في إتجاهات مختلفة لتفسير “تعليم عادل”،ربما نظر إليها استاذنا الكريم من زاوية ليست كتلك التي نظرت عبرها إلى الجملة التي تمت كتابتها، وربما للجهة للمنظمة دفوعاتها وتوضيحاتها.
عن نفسي اعتقد أن الجملة لا غبار عليها ولا تستدعي غضبه ولا تحسسه، فالتعليم العادل يتمثل في إستمرار الدراسة مهما كانت الظروف باستثناء تلك التي تعرّض حياة اليافعين للخطر، وماشهدته الدولة السودانية وكان سبباً في توقف التعليم ليس للصغار ذنب فيه وكان على الكبار الحرص على إستمرار التعليم بشتى السبل حتى لو كان عن بعد.
سألنا بوصفنا أولياء أمور صاحب المدرسة التي يدرس فيها أبنائي بكافوري ببحري عن كيفية إستمرار الدراسة رغم ظروف الحرب، كل واحد منّا قدّم مقترحه، كان منها مقترح موضوعي جدا يتمثل في أن يتمّ إرسال المنهج “بي دي اف” على أن نتولي تدريسه لأبنائنا ومن ثم يتم عقد الإمتحانات عن بعد، كان كل هدفنا أن يستمر تعليم أولادنا ، ورغم أن الفكرة لم تجد طريقها للتنفيذ لأسباب مختلفة إلا أنها كانت حل يتسق وتحديات الظروف الراهنة، وخلاصة ذلك أن وزارات التربية والتعليم بالولايات وحتى الإتحادية كان من الممكن فرض إستمرار الدراسة حتى ولو عن طريق خفض عدد المواد والاكتفاء بالأساسية وتقليل فترة الدراسة ولكنها لم تكن تمتلك خطة طوارئ.
التعليم العادل يا أستاذنا المحترم أن يحصل المعلم على كامل حقوقه حتى يستطيع أداء رسالته على أكمل وجه، نعم أمر الأجور لاعلاقة لوزارتكم به ولكن في النهاية توفيرها يعد من روافد التعليم العادل.
والتعليم العادل هو توفير البيئة الدراسية الملائمة لليافعين حتى يتلقوا تعليمهم في أجواء مُشجّعة تساعدهم على الاستيعاب وألا تكون سبباً في تسربهم.
التعليم العادل ألا يتمّ تحميل أولياء الأمور فوق طاقتهم بفرض الرسوم بالمدارس الحكومية.
التعليم العادل توفير وجبة مدرسية لليافعين في الريف والمدن حتي لا يجبرهم الجوع على مغادرة قاعة الدرس بصورة نهائية.
التعليم العادل يا أستاذي الجليل ليس له علاقة بجدلية المدارس الحكومية والخاصة، فهذا اختزال مُخل، فمن حق اليافعين هنا وهناك الحصول علي التعليم العادل.
نبدو مثلك تماما، نأمل في إستمرار الدراسة وعودة الصغار إلى قاعات الدرس، أكتب لك وقلبي يتقطع وجعا لأن أبنائي ظلوا لعام ونصف بعيداً عن أسوار المدارس، لذا يظل دعم التعليم هو الأمر المنطقي والحتمي وتظل المطالبة بتعليم عادل طبيعية، والعدل الحقيقي أن يواصل اليافعين تعليمهم تحت كل الظروف.. هذه مسؤوليتنا جميعا وليس وزارتكم فقط.
مع تحياتي