البعدالاخر د. مصعب برير يكتب “هل نحلم بوطن خال من الأحزاب الكرتونية ..!؟”

#البعد_الاخر
مصعب بريــر
هل نحلم بوطن خال من الأحزاب الكرتونية ..!؟
– لفت انتباهى خبر مثير اليوم تحت عنوان ، «عقار» يعلن مراجعة قانون الأحزاب واعادة هيكلة المجلس ، و قال نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار ، إن الحكومة تعكف على مراجعة قانون الأحزاب، توطئة لبدء مرحلة سياسية جديدة تتوج باجراء انتخابات ..
– وأفاد عقار، بأن “الحكومة بدأت في إعادة هيكلة مجلس شؤون الأحزاب السياسية ومراجعة قانون الأحزاب، لمواكبة الراهن السياسي وتوفيق أوضاعها توطئة لممارسة واجباتها”..
– ودعا عقار القوى السياسية والمدنية إلى تجاوز ما سماها بـ “مرحلة التناقض والمطلبية الضدية”، للبحث عن شرعية توافقية من خلال عملية سياسية تأسيسية، تُنقل البلاد إلى الانتخابات وقيام حكومة مدنية منتخبة ..
– دعما لتوجهات حكومتنا الموقرة تجاه إصلاح نظامنا السياسى المعطوب ، اسمحوا لى ان أعيد نشر عمود #البعد_الاخر بتاريخ الاحد (27 اغسطس 2023م) ، المفهوم العام للـ (الحزب السياسى) هو تنظيم اجتماعي دائم، قائم على مبادئ وأهداف مشتركة، بهدف الوصول إلى السلطة .. ويعرف (الحزب السياسي) بانه منظمة تنسق بين المرشحين للمنافسة في انتخابات بلد معين .. يتبنى أعضاء الحزب غالبًا أفكارًا متشابهة حول السياسة ، ويمكن للأحزاب أن تروج لأهداف أيديولوجية أو سياسية محددة ..
– أصبحت (الأحزاب السياسية) جزءًا رئيسيًا من السياسة في كل بلد تقريبًا ، فتطورت المنظمات الحزبية الحديثة وانتشرت خلال القرون القليلة الماضية في جميع أنحاء العالم .. تملك بعض الدول نظام الحزب الواحد ، بينما يملك البعض الآخر نظام الأحزاب المتعددة .. يستحيل وجود بلدان بلا أحزاب سياسية ..
– تُعد الأحزاب مهمة في سياسات الأنظمة الاستبدادية والديمقراطيات ، وذلك على الرغم من امتلاك الديمقراطيات أحزاب سياسية أكثر من الأنظمة الاستبدادية .. يحكم البلدان ذات الأنظمة الاستبدادية حزب واحد غالبًا ، ويعتبر بعض علماء السياسة التنافس بين حزبين أو أكثر جزءًا أساسيًا من الديمقراطية ..
– تتكون الأحزاب السياسية عادة من زعيم الحزب الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن أنشطة الحزب ، وامنا الامانات والدوائر التنفيذية للحزب ، الذين يمكن لهم اختيار القادة والمسؤولين عن تأدية المهام الإدارية والتنظيمية ، وأعضاء الحزب الذين قد يتطوعون لمساعدة الحزب والتبرع بالمال له والتصويت لمرشحيه ..
– هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها هيكلة الأحزاب السياسية والتفاعل مع الناخبين .. ينظم القانون غالبًا المساهمات التي يقدمها المواطنون للأحزاب السياسية ؛ وتحكم الأحزاب أحيانًا بطريقة تفيد الأشخاص الذين يتبرعون بالوقت والمال لها ..
– تُحفَّز العديد من الأحزاب السياسية بأهداف أيديولوجية .. تتميز الانتخابات الديمقراطية بشكل شائع بوجود منافسات بين الأحزاب الليبرالية والمحافظة والاشتراكية .. تشمل الأيديولوجيات الشائعة الأخرى للأحزاب السياسية الكبيرة جدًا اليمينية ، والشعبوية ، والقومية ، واليسارية .. تتبنى الأحزاب السياسية في البلدان المختلفة غالبًا ألوانًا ورموزًا متشابهة لتعريف نفسها بأيديولوجية معينة ..
– تم تصنيف انواع الاحزاب السياسية كالاتى : الأحزاب الشاملة، اقتضته مجموعة من التطورات بما في ذلك «التخفيض الكبير للأفكار الإيديولوجية للحزب»، و«تخفيض دور عضو الحزب الفردي». من خلال توسيع أيديولوجياتهم المركزية إلى المزيد من الإنفتاحية .. تسعى الأحزاب الشاملة، إلى استقطاب، ودعم شريحة أوسع من السكان .. علاوة على ذلك، يتم تقليل دور الأعضاء في الحزب، حيث يتم تمويل الحزب جزئياً من قبل الدولة، أو من خلال التبرعات ..
– أحزاب الكارتل : هي نوع من الأحزاب السياسية التي ظهرت بعد السبعينيات، وتتميز بتمويل حكومي كثيف، وتقليص دور الأيديولوجية في الحزب كمبدأ تنظيمي .. قام ريتشارد كاتز، وبيتر مير، بتطوير أطروحة حزب الكارتل الذي كتب: أن الأحزاب السياسية تحولت إلى «وكالات شبه دولة»، تعمل نيابة عن الدولة، بدلاً من الحزب في المجتمع .. يشير مصطلح «الكارتل»، إلى الطريقة التي تجعل الأحزاب البارزة في الحكومة متفوقة، ومن الصعب على الأحزاب الجديدة الدخول فيها، مثل تشكيل كارتل للأحزاب القائمة .. كما هو الحال مع «الأحزاب الشاملة»، فإن دور الأعضاء في أحزاب الكارتلات غير مهم إلى حد كبير، حيث تستخدم الأحزاب موارد الدولة، للحفاظ على موقعها داخل النظام السياسي ..
– الأحزاب المتخصصة : هي نوع من الأحزاب السياسية، التي تطورت على أساس ظهور انقسامات جديدة وقضايا في السياسة، مثل الهجرة، والبيئة .. على النقيض من التيار السائد أو الأحزاب الأخرى، فإن الأحزاب المتخصصة توضح مجموعة محدودة من المصالح في كثير من الأحيان بطريقة لا تتوافق مع الانقسام الاقتصادي السائد بين اليمين واليسار في السياسة، مع التركيز على القضايا التي لا تكتسب أهمية في الأحزاب الأخرى .. علاوة على ذلك، لا تستجيب الأحزاب المتخصصة للتغيرات في الرأي العام، بالقدر الذي تفعله الأحزاب السائدة .. تشمل الأمثلة على الأحزاب المتخصصة أحزاب الخضر، والأحزاب القومية المتطرفة ، ومع ذلك، ومع مرور الوقت، قد تفقد هذه الأحزاب بعض صفاتها المتخصصة، كتبني تلك الخاصة بالأحزاب السائدة، على سبيل المثال بعد دخولها للحكومة ..
– نظام الجبهة الوطنية : وهو نظام قائم على ائتلاف مجموعة من الأحزاب المتماثلة في أهدافها، والمتقاربة، في قدرتها وأحجامها .. من اجل تنفيذ برنامج وطني متفق عليه، وبناء على ذلك يتم الاتفاق على عدد المقاعد النيابية لكل حزب، والحقائب الوزارية الأخرى، والمناصب الأخرى ..
– نظام التعددية الحزبية : وهو نظام وجود أحزاب متقاربة في قوتها وقدرتها وحجمها تنافس على الوصول إلى الحكم عبر الانتخابات ولكن أي واحد منها لا تستطيع إجراء الأغلبية لتشكيل الحكومة .. لذلك تضطر إلى الائتلافات الحزبية مع بعضها، لضمان الأكثرية في مجلس النواب، الأمر الذي يستدعي تنازل كل حزب عن بعض أهدافه عبر المساومات، وصولا إلى الاتفاق على مبادئ وأهداف معينة، وبالتالي تشكيل الوزارة من ممثلي عدة أحزاب، أي تقاسم الحقائب الوزارية وفقا لقدراتها وعدد نوابها في مجلس النواب .. لذلك قد تكون الوزارة من حزبين متحالفين أو ثلاثة أحزاب أو أكثر وكلما كان العدد أكثر فإن الانسجام الوزاري يكون صعبا وقد يؤدي إلى تصدع الوزارة وإعادة تشكيلها، أو إلى إجراء انتخابات جديدة ..
بعد اخير :
باسقاط المرجعيات العلمية التى اشرنا إليها فى صدر هذا المقال على واقع المنظومة السياسية المدنية السودانية فسيجد الباحث نفسه حائرا فى كثافة التنظيمات السياسية وتنوعها وتشابك مرجعياتها واهدافها وعلو كعب صراعاتها الصغرية والاقصائية وتجزر الضغائن والغبائن بينها ، فنجد المعارك السياسية التى تفتقد لابسط اخلاقيات الخلاف السياسى تسود المشهد السياسى ، وهى فوضى مقصودة لافقاد الخيار الديمقراطى اهميته وبالتالي يسهل قيادة الشعب والدولة بعيدا عن استدامة الممارسة الديمقراطية لارتباط اى ممارسة ديمقراطية بالفوضى وانعدام هيبة الدولة والاستقرار المطلوب .. ولم ينتبه سياسيينا الاجلاء لاهمية التوافق على ممسكات استدامة الديمقراطية بدلا من اشعال معارك فش الغبائن السياسية السائدة حاليا .. هل نحلم بوطن خال من الأحزاب الكرتونية والأحزاب الاسرية وأحزاب الرجل الواحد من المهد وحتى اللحد .. وسنواصل ان كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الخميس(13 فبراير 2025م)
[email protected]