مهد الحروف د. هيثم حسن عبد السلام يكتب دماء تصنع النصر

مهد الحروف
د. هيثم حسن عبد السلام
دماء تصنع النصر
ويا فرح الوطن ،حين يكون مهر خلاصه من براثن الخونة والمارقين ، دماء الرجال ، ودعوات النساء ، ودموع الأطفال ، الله الله الله على رجال خاضوا المنون ولم يخذلوا بلادهم ، ولم يخونوا عهدهم ، ولم تهزمهم تكالبات الأعداء الذين أعدوا كل المستحيل لهزم سودان العزة والكرامة ، ولم يظنوا أنهم يقاتلون أسودا لا تعرف الهزيمة زادهم التوكل على الحي الذي لا يموت ، الديان الذي عنده الحق أبلج ولو طال الزمن ، الكريم المنان الذي لا يضيع حق مظلوم عنده .
إنه النصر يا ساده وبعد أيام عجاف عشناها فقدا ونزوحا وتهجيرا ، هاهي لحظته تقترب رويداً رويداً ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، لنكتب سفراً جديدا من البطولة والشجاعة ، نمهر بالدماء طوب الأرض تراب العز والشموخ ، ما مات من فدانا بروحه ، وما عاش بيننا من خان الوطن وأهله وجيرانه ، ظاناً منه أن الدائرة قد أقفلت قطرها وإنتهت أسطورة السودان ، غير أن لطف الله كان ، وماشاء الله له يكون ، سبحانه الذي ألهم رجال القوات المسلحة وأسودها ليخرجوا من عرينهم واثقين من نصر الله ، ويسطروا أروع البطولات ، وحين ما كان يتسرب اليأس لنا ، وتضيق بنا الأرض بما رحبت ، كانت الأكف لله تتضرع بأن يثبت القلوب ، ويثبت الرجال الأسود ، في ساحات القتال ، حتى جاءت اللحظة الفارقة التي نعيشها هذه الأيام بالفتوحات الكبيرة في كل المحاور ، الله أكبر على كل من طغى وتجبر وساهم وأعان على هزمنا ، هيهات وأيم الله فلن يضام شعب السودان وحواءه تنجب هؤلاء الرجال الأسود ليس في محاور القتال فحسب وإنما في كل مكان من ربوعه الحبيبه ، فهناك جهاد كان ومازال وسيستمر في بناء وإعمار الوطن ، وحفظ حقوق مواطنيه.