عابد سيد أحمد يكتب “زيرو جواز .. واقع ام خيال”
إبر الحروف
عابد سيداحمد
زيرو جواز .. واقع ام خيال!!
* ظن صديقنا محمد عثمان احمد عند دخوله لمقر الجوازات ببورتسودان ان اليوم اجازة بالجوازات برغم انه يوم عمل بالبلاد
* فتفاجا بالنوافذ مفتوحة والشرطى يدعوه للاقبال فاقبل للنافذة الاولى وهو غير مصدق بانه قد شرع فى اجراءاته بهذه السهولة
* وكانت المفاجاة الاكبر فى طلب الشرطى منه فى اخر النوافذ ان ياتى غدا لاستلام جوازه
* وهو قد جاء يبحث عن واسطة او سمسار يعجل له استخراج الجواز الذى كان يحتاج استلامه بالدرب العديل لاسابيع
* الشئ الذى جعله يكرر السؤال للشرطى : بكرة بكره ؟ ويجيبه الشرطة بنعم والرجل بحسب روايته لنا عاد الى بيته بين مصدق ومكذب
* لياتى فى اليوم التالى وهو متثاقل الخطى لقناعته بجرجرة الحكومة تعال بكرة ولسه وهو مستبعدا للوعد ليتفاجا بعد وصوله بالجوازات مصطفة فى انتظار اصحابها بعد ان كان حتى وقت قريب جدا يصطف الناس كل يوم بالمئات فى انتظار الجوازات ولا تاتى الا لقيل منهم فى الموعد المحدد
* الامر الذى دعانى للذهاب الى هناك وصورة مقر ادارة الجوازات القديمة فى ذهنى . المكان المكتظ جدا بطالبى الخدمة والباعة المتجولين والسماسرة لدرجة ان الحركة وسطهم تحتاج الى براعة الحواة
* فاندهشت مثل صديقنا عثمان بالممرات السالكة وغياب التزاحم واختفاء المظاهر اللافته الامر الذى دعانى للسؤال عن الحاصل فقال لى احدهم اتفضل لو عندك خدمة فجالت فى خاطرى ذكريات معاناة قاسية عشناها فى الجوازات عقب الحرب بايام حيث كان من لاياتى قبيل شروق الشمس لايجد موطى قدم فى الصفوف ولكى تدفع الرسوم او يتم تصويرك فهذه تحتاج لايام اما ان تستلم جوازك فهو يوم المنى الذى قد يمتد لاكثر من شهر هكذا كان الحال فكيف تبدل وفى ظروف بلادنا هذه ؟ سؤال كان لابد ان اجد له اجابة خاصة وان تراكم الجوازات المتاخرة وصل موخرا الى ٢٤٠ الف جواز وكان التسجيل مستمرا لجوازات جديدة تضاف اليها وحجة التراكم عدم وجود دفاتر فدخلت لمكتب مسئول الاعلام الرائد سارة
* وسارة هذه حالة استثنائيه وسط مدراء الاعلام بالمؤسسات الحكومية… فهم وذوق وقدرات ومعرفة بكيفية الاحتفاء بالاعلاميين وتوفير مايطلبون فى يسر وتمليكهم الحقائق فمكنتى من مقابلة اللواء دينكاوى مدير الادارة العامة للجوازات والهجرة ونائبه صلاح ثم تجولت بى قبل الخروج فى ردهات المبنى الذى عانينا فيه طويلا من قبل لاستخراج جوازاتنا …ايام كان الحصول عليها هو قمة المعاناة
* فخرجت مثل صاحبنا عثمان مندهشا بقدرات ادارة الجوازات التى استطاعت فى ظل الحرب والتعقيدات الماثلة ان ترفع شعار زيرو جواز انجاز واعجاز فى بلد دائما مايبقى الشعار فيها مجرد شعار بينما الواقع يكون غير ذلك الا ادارة الجوازات التى عندما اعلنت انها ستنفذ شعارها فى شهر اكتوبر اعتبرناه ادعاء الا انها بالعزيمة نجحت فى تشغيل مصنعين للجوازات فى بورتسودان وعطبرة ووفرت المعينات للدفاتر والاسبيرات للمطابع ورفعت من كفاءة وهمة العاملين ليتم انتاج مايزيد على ١٢ الف جواز يوميا وتجعل فعلا الحصول على الجواز لايتعدى ٧٢ ساعة من اكمال الاجراءات وهذه خطوة تجعلنا نرفع القبعات تحية واحتراما لمن وراء هذا الانجاز غير المتوقع فى الظروف التى تعيشها بلادنا
* ان التحدى والعزيمةوالاصرار التى ولدتها الحرب فينا وجعلت فريقنا القومى يقهر كبار القارة الافريقية وقواتنا المسلحة تهزم المليشيا فى معقلها ومكان ترسانة اسلحتها فى جبل موية وجعلتها تعبر كبارى الخرطوم لتصل الى اهدافها قريبا وجعلت ادارة الجوازات تفعل كل الممكن وكثير من المستحيل بتنفيذ الشعار الصعب الذى يجعل اى طالب خدمة يرفع حاجب الدهشة من الذى حدث ويحدث