مقالات الرأي والأعمدة

واصلة عباس تكتب رؤى “لبيك يا الخرطوم”

رؤى
واصلة عباس
لبيك يالخرطوم

الخرطوم .. ولايتنا الوادعة ،، والتي أهدتنا سلام وأمان ، خرجنا منها مجبرين، وتركنا قلوبنا علي رباها ، نبتغي العافية لأجسادا تحمل في داخلها أرواحا نعشقها ، ونسعي بكل ماجاد به الزمان علينا ، في سبيل أن نسبل عليها ثوب العافية ، علها تعيد الي تلك الأجساد المنهكة الأمل في الشفاء ، كيف لا وهم (أولاد اللُم المِنهم البطن مابتطم) ؟ ، لم نخرج عنها خوفا من مصابها العظيم الذي تجسدت فيه الوحشية واللا رحمة ، والموت الزوؤام يتربص بها في كل حين ، وهدير المدافع التي تغتال دون رحمة ، ولاتميز بين صغير وكبير ، رجل وأمراة ، وبالتالي خيم علي سقفها حزن كبير ، ووجع أليم ، وفي عمقها جرح كليم ، وكانت الخرطوم حكاية الوجع الذي لايندمل ، كيف لا وهي التي هدت الناس سلام وأمان ، وأصبحت السودان المصغر، ( الذي كان النيل ابونا والجنس سوداني) ، ولكنهم غرباء جاءو بالبغض من شتي أنحاء الأرض ، لايعرفون القيم ولا الأخلاق ، ولم يسمعوا بأرض السمر والنيل ،التي تفيض بمحنة الناس الغبش .
وفي ظل تلك المحنة الكبيرة ، والإمتحان العسير ظلت ولاية الخرطوم مشرعة الابواب ، متماسكة الأيادي ، وتتشابك للخروج من هذه المأساة التي جاءت غدرا ،فأنتهكت مواثيق الإخاء والترابط ، وهتكت عروض ، دون أن يطرف لها جفن ، أو يتألم قلبهم المشبع بالقسوة والقساوة ، ظلت ولاية الخرطوم في تماسكها ،وقيادتها رغم الخطر ظلت في صمودها ، وقوتها ، تعالج جراحها ، وتشبع جوعها في نظام تكافلي عظيم ، والتكايا التي اصبحت الجسر الواقي من المسغبة وهي كما أسلفت تستحق أن تكون وزارة التكايا.
تداعت ولاية الخرطوم وحادي ركبها الإداري المحنك الأستاذ/أحمد عثمان وكل أركان سلمها ، ورغم الحرب ومخلفاتها كانت الأفكار لاتتوقف لأجل نهضتها ، ولم تركن الخرطوم الي الإنتظار ، حتي تنتهي تلك الحرب اللعين لتنهض ، بل سطرت سطورا في التاريخ ،أن للخرطوم آيادي كُثر ، بدأ بالمبادرات المجتمعية والمنظمات التي عملت بكل تكاتف للقيام بدورها الريادي في خدمة أهل الولاية الصامدين الصابرين ، الذين جسدوا الثبات في أروع معانيه ، وعاشوا علي الكفاف ليبنو المجد والعزة للخرطوم ،
و في الأيام الماضيات ، شهدت ولاية البحر الأحمر ، (ملتقي إعمار الخرطوم) ، الذي يعيد الأمل في عهد مشرق ينتظر الولاية التي تآذت كثيرا ، وتهدمت بنيتها التحتية ومؤسساتها ، ولكن رغم ذلك الخراب الكبير ، إلا أن الخرطوم لم تتهدم عزيمتها وقناعتها بأن الفرج قريب ، لهذا تداعت لتبني مجدها ، فتصبح كطائر العنقاء الذي يخرج من الرماد ، وهاهي تجسد القوة والعزيمة ، وقد تنادي الجميع لنصرتها ، ولبناء فجر قادم لتعيد سيرتها بأنها (جنة رضوان) ، ونحن علي يقين تام كما قال فارسها وابنها البار سيف الدين الدسوقي ( ولا الدنيا بمافيها تساوي مقرن النيلين في الخرطوم ياسمراء).
حتما بإذن الله ستنهض الخرطوم وفق المخطط الهيكلي الجديد الذي يستوعب الحداثة والتطور ، وفي المقابل يحافظ علي هويتها التاريخية التليدة ، بدأ من حضارة العصر الحجري في خور ابوعنجة ، مرورا بالسواقي والخيل والنحاس في امدرمان ، إنتهاءا بتاريخ سوبا ، وبهذا نحافظ علي مجدنا الباقي التليد ، بعد أن نحطم تلك القيود ، وذلك بفضل الله وبصمود أهلها ، وقوة قيادتها ، وصدق أركان سلم الولاية الإداريين والتنفيذين ومنظمات المجتمع المدني ، والآعيان ، فضموا الصفوف ، وضموا العاملين بها ، لكي تنير لهذا الشعب آفاقا…معكم بقلوبنا .. وبيراعنا .. وحتما آيادينا ممدوة ، ونقول لبيك يالخرطوم .

*رؤى أخيرة*

وأحي متين أجيك يالخرطوم.. وأحي متين أشوفك يالخرطوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى