مقالات الرأي والأعمدة

*قراءت من شُرفة صومعة قضروف ود سعد* *قراءات : واصله عباس*

*مدخل :_*

علي محياها تري ثوب الوقار والتريث ، تحسبها وأنت تتجول بين طرقاتها كأن كبسولة الزمن تعيدك الي الزمن الجميل ، حيث كل شئ فيها بسيط وعفوي ، لم تغيرها وسائل التجميل الحديثة ،، حتي تجلت سمات التريف في كل ملامحها ، تسبقك بأريحية تعيد اليك التوازن النفسي الذي إضطرب كثيرا ، إبان الاحداث الاخيرة المتعلقة بالواقع السوداني المرير الذي تجرع علقمه كل الشعب السوداني ، وترك ندوبا قلما يمحيها الزمان ، وفي قضارف الخير كانت الطمأنينة والسكينة التي تغلغلت في الجوف والعصب ، مطببة لبعض الجراحات ، سيما وفي الوافدين اليها (عزيز قوم ذل)، فكانت ضمادة الجرح المنوسر.

*مشاهد عابرة للطرقات :*

من خلال مساري في طرقاتها يظهر جليا للرأئي إن الولاية تحتاج الي مزيد من المعالجات ، ومزيد من العمل الممهنج والعلمي ، حتي أنني تسائلت الأ توجد وزارة معنية بالبُني التحتية والطرقات في قواسم المؤسسات والوزارت ؟ ، وانت تلمح بصيص لبعض من بقايا إسفلت بين ثنايا الطرق ، حيث تحاول بعض الطرقات التماسك والتواثق للحفاظ علي العهد انها كانت ذات يوما ( *مسفلتة وقوية* ) ولكن رغم كل المحاولات إلا أن جور الزمان عليها ، جعل العهد يتبدد فيما بينهم ، مما جعل الولاية تقبع في تريفها وتحتاج الي وقفة صلبة تؤسس لولاية تعاهدت علي انها (ٍ *سلة غذاء السودان)* ، ويترائي ذلك التهالك في دورها الحكومية التي لايظهر فيها أي جهد جمالي اوتنظيمي مبذول ، وجميعها مساكن قديمة تحتاج الي الكثير من الجهود ، لتظهر في وضع يشبه مؤسسات الدولة بدأ من الإستقبال مرورا بكل مكاتبها والمظهر يكمن في داخله الجوهر ، وماقلته عطفا علي عدد من الوزارت التي دخلتها .

*شموخ الصومعة :*

أشعر بالإرتياح والطمأنينة تسري في دواخلي ، كلما نظرت اليها شامخة تقف في عنفوان وقوة تتحدي عوامل المناخ والزمان وتحمل في احشائها الخير الوفير ، فإستحقت بذلك أن تكون الفنار الذي تلتجئ اليها السفن كلما أدلهمت الأمواج عليها ، فكانت ( *الصومعة* ) التي تعتبر شعار حقيقي يستوجب تحيته وتقديره دوما لكل اهل الولاية والوطن ، وتمنيت زيارتها والغوص في أقبيتها لمعرفة مكنونها حتي نوثق لتلكم المنارة السامقة ، فهل تسمح لنا إدارتها بزيارة اعلامية متكاملة الأركان؟.

*الفردوس المفقود :*

أزداد يقينا كل مامر يوما وانا في قضروف ود سعد ، أن هذه الولاية تحتاج من حادي ركبها النظرة الثاقبة ، ويتطلب منه إعادة الخطة العامة وتغير سياسته تجاه دولاب العمل في الولاية ، بعيدا عن القاعات والاجتماعات فهذه الولاية (خصبة أرضها ، مياها جارية في فصل الخريف مما يجعل فرص حصادها يسيرة ، بيد أنها تحتاج الي القليل من الجهد في زمن الوفرة ،حتي يتمكنوا من مواجهة العسرة في فصل الصيف ، ولقد رأيت عملية حصاد المياه في البيوت ، ولقد فعلت مثلهم وشهدت الناتج وفرة مياه وتوفير مال ، ولهذه الولاية مستقبل صناعي كبير طالما الحقول تنتج الخير الوفير فلماذا لاتفتح الولاية الفرص لإستثمار حقيقي في مجال صناعة الأغذية ؟ ، سيما والبلاد في أمس الحوجة لذلك بعد الحرب ، مع ضرورة فتح الآفاق الواسعة بإنشاء البورصات المتعددة للكثير من الموارد وخاصة سوق المحاصيل الذي يحتوي علي العديد من السلع النقدية المدرة للدخل القومي، فقد كانت امام مسئول الملف الزراعي فرصة تعيد علينا مافعله الخليفة عمر بن عبدالعزيز عندما امر بنثر البذور في الجبال والسهول ، والعوامل مساعدة له في ظل الخريف الماتع والأرض البكر فتزداد جمالا وألقا ، حيث أنها الان أينعت نباتات لاجدوي منها ، فكان الأجدر أن تكون أشجارا ذات قيمة غذائية او اقتصادية ، لذلك وبصوت جهور نقولها لحادي الركب (فك اللجام لتزاد الولاية سمسما ووعدا وتمني ، ولتنهض في ثوب قشيب يزداد بهاءا وعطاءا ، كلما زاد إنتاجها ، فعجل ايها الوالي بفك اللجام ، واطلق العنان للإنتاج والابداع ، وأجعلهما يسيران جنبا الي جنب في طرقات الوطن)، والقضارف التي اضحت ملاذ الخائفين ، حريا بها أن تصبح مدينة الخليل التي لايجوع فيها احد، ننتظر صافرة البدايات المنهجية والفعلية ، لآجل القضارف الخير وحتما سنكون سندا لتلكم المرحلة ، والأوطان يبنوها بنوها.

*ملف الوافدين* :

لاينكر إلا مكابر الدور الكبير الذي تقوم به الولاية في إيواء الوافدين اليها الفارين من جحيم الحرب ، ولكن يبدو جليا الجهد القليل للمساعدات التي تٌقدم للوافدين من قبل منظمات المجتمع المدني القومية والعالمية ، وفي ذات الجزئية تظهر جهود رجل الاعمال وجدي ميرغني الذي منح لإيواء الوافدين ثمانين فدانا إستقطعها من أرضه دون النظرة المادية للإمر ، وكان يمكن الإستفادة من تلك المساحة الشاسعة ، بتقسيمها علي الوافدين كمزارع صغيرة لزراعة الخضروات لتلبية الإحتياجات اليومية ، بدلا من الإعتماد علي الإغاثات والدعم ، وبالتالي يمكن بيع الفائض في اسواق صغيرة تخصص لهم في المعسكرات ، كما يمكن من خلال استمارات الحصر أن يتم معرفة المهن والحرف اليدوية التي يمتلكها الوافدين حتي يتم دعمهم عبر مؤسسات وزارة التنمية ، أو المنظمات ، أو الإستفادة من أصحاب المؤهلات الأكاديمية في تبادل الخبرات بينهم وبين رصفائهم في المؤسسات، وتكليفهم ببعض المهام في مسيرة الولاية وبالتالي تٌقدم الولاية نموذجا جديدا بأن (الوافدين عمالة لاعالة ) ، وهذه الرؤية لها كثير من المكاسب الإيجابية علي أمن وسلامة الولاية وعلي المواطن.

*الإعلام والإعلاميين :*

في ظل الطفرة التكنلوجية الواسعة والإعلام الإلكتروني المبذول ، إلا أن الإعلام في الولاية يفتقر الي اجنحة يرتاد بها ذاك الفضاء الشاسع ، وامتلاك مواقع إلكترونية تٌحدث عن عطاء مؤسساتها وإنجازاتها ، ولقد تسائلت في لقاء سابق مع الوالي السابق محمد عبدالرحمن ، عن عدم وجود مواقع إلكترونية للولاية ومؤسساتها ، وحتي الزملاء علي المستوي الخاص ، قلة من يملك موقعا صحفيا إلكترونيا ، وفي هذا إجحافا وتقصيرا في الإعلام الذي اصبح إسفيريا ، وعلي ذات المنهاج ومنذ تولي والي الولاية اللواء ركن محمد احمد حسن منصب الولاية لم يدع الإعلاميين الي لقاء شامل يوضح خطته وبرنامجه ، او حتي لقاء توضيح ماتم نظير أشهر التكليف ، علي الرغم من أن مدير مكتبه الإعلامي إعلاميا حرفاً وصرفا ، ولكنه لم يفعلها ، وفي المقابل اكثر من خمسين إعلاميا وافدا الي الولاية الكثير منهم يمتلك مواقعا إلكترونيا ، إلا أن السمة الغالبة هي الإقصاء والإبعاد للكثيرين في أنشطة وبرامج الولاية ، لهذا يتطلب الأمر نظرة ثاقبة في ملف الإعلام والإعلاميين الوافدين فهم إضافة ، وليس خصما لرصيد الولاية ، وفي المقابل هم غير مقيمين للآبد ، وحتما سيعودون حين تضع الحرب أوزارها ، وبالتالي مهما علا سقف التنافس ، فهم لن يتبؤا منصبا في المؤسسات .

*الصحة ومستشفي الكُلي :*

في حركة دوؤبة ، ونشاط لاينقطع يملآ الأسافير ، كانت وزارة الصحة والتنمية الإجتماعية بالولاية ، تتصدر كل أنشطة مؤسسات الولاية ، مما يشير الي إدارة الإعلام بها تسلط الضؤ علي كل فعالياتها ، ولكن علي الرغم من ذلك تحتاج الوزارة الي منبر دوري سيما وهي الوزارة المعنية بالخدمات المتعلقة بحياة الإنسان ، في ظل وجود الوافدين ومعسكرات النزوح ، وفي المقابل يتطلب الأمر حسم عاجل لدور المنظمات وقياس عطاءها حتي لاتظهر (منظمات الحقيبة أو الرجل الواحد) ، أو تكون بدايات لأنشطة مشبوهة تزيد من وتيرة الأحداث سؤا .
وفي إتجاه مغاير تظل مستشفي جراحة وأمراض الكلي المؤسسة التي تستحق الإحتفاء والتكريم لجهودها في توفير العلاج والمستهلكات مما يدل علي وجود إدارة قوية أودت الي وجود اللٌحمة القوية بين المرضي ومنسوبي المستشفي جميعهم وهذا مانستشعره في كل المرات نذهب اليها ، حتي تخال انك معهم، امابقية المستشفي فثمة جهد مبذول ولكن في المقابل تحتاج الوزارة الي زيادة الصرف المالي علي الإحتياجات الضرورية في كل المستشفي واقسامها المتعددة.
وفي ظل التمدد الكبير لمراكز الإيواء ، والتي تحتاج الي إحكام التنسيق ، خاصة ملف الصحة وبعد ظهور العديد من الأوبئة التي تسعي الوزارة للتقليل منها من خلال الحملات التي تنفذها في المراكز ، والتي يمكن الإستعاضة عنها بالإستفادة من الشباب في مراكز الإيواء ومن ثم تدريبهم تدريبا متكاملا في المجالات المختلفة ، ويمكن الإستفادة من الدور الريادي الذي تقوم به جمعية الهلال الاحمر السوداني فرع ولاية القضارف ، بتدريب الوافدين علي برامج الإسعافات الأولية والتمريض المنزلي ، وتُكمل وزارة الصحة الدورة الأخري في المجالات المختلفة ، وبالتالي تظهر النتائج واضحة وجلية في درء مخاطر الخريف ، وتقليل الإصابات في مراكز الإيواء.

*المبادرات المجتمعية* :

في ظل الأزمة السودانية الكبيرة ، أعاد المجتمع الكثيير من القيم الإنسانية والتكافلية التي أكدت ان الجسد واحد إذا إشتكي منه عضوا ، تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ، وظهور تلك القيم دلالة علي أن الوطن بخير ، وأن المبادرات المجتمعية التي قادها مجتمع القضارف تستحق الإشادة والتكريم ، من قبل المسئولين عن الملف الإجتماعي ، فقد كان لها الأثر الكبير في تطبيب جراحات الوافدين الي الولاية ، وإرساء قيم النفير والفزع ، ويا ابو مرؤوة ، وفي المقابل يتطلب الأمر إضفاء جرعات تأهيل وتدريب للقائمين بأمر المبادرات ، والسعي لتقنيها رسميا ، لتكون بديلا لكل اسماء المنظمات والجمعيات المسجلة إسميا ، والغائبة عن الساحة فعليا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى