المعلمون الوطنيون بمصر يتحدون سماسرة التعليم في المراكز السودانية

..
القاهرة:صلاح باب الله
ضاعف التعليم من معاناة اللاجئين السودانيين الي مصر بسبب الحرب، لاسيما بعد أن أشهر السماسرة المستثمرين في التعليم سلاح (لي الزراع) على الأسر المغلوب على أمرها واتخذوا من التعليم وسيلة لجمع الأموال بدون الاهتمام الي المهنية والرسالة السامية للتعليم، هذا الواقع المرير رفضته مجموعة من المعلمين الوطنيين وقرروا خوض تجربة تراعي ظروف الأسر الاقتصادية من جهة ولتجويد تدريس الطلاب.
تجارة ولامبالاة:
في احدى المراكز السودانية في مدينة بدر الواقعة شرق القاهرة تفرض المدارس رسوما دراسية باهظة على التلاميذ تتجاوز العشر الف جنيه مصري هذا بخلاف عدم الالتزام بأبسط قواعد البيئة التعليمية فتجد الفصل مكتظ بأكثر من أربعين تلميذا وهو عبارة عن غرفة تبلغ مساحتها 4في ثلاثة أمتار.
وروت الأستاذة شذى حسن بأنها كانت تعمل في احدى المدارس تكتظ فصولها بالتلاميذ الذين وصل عددهم الي ٤٠ طالب من بينهم (حالات خاصة) وقالت ان إدارة المدرسة رفضت طلب المعلمين بتقسيم الفصل الي جزءين.
انعدام الضمير:
الحسرة كانت تكسو وجه الأستاذة رشا بابكر وهي تروي لنا قرار اتخذته إدارة إحدى المدارس التي كانت تعمل فيها بحرمان تلاميذ من الامتحان بسبب عجز اسرهم عن إكمال سداد الرسوم وتابعت:(كان التلاميذ المحرومين من جلوس الامتحان متميزين وطلبت من الإدارة السماح لهم بالجلوس للامتحان مع حجب النتيجة حتى إكمال الرسوم لكنهم رفضوا)
هضم الحقوق:
شكت الأستاذة عبير طه من التعامل غير الحضاري لادارات المدارس مع المعلمين خاصة في دفع رواتبهم رغم قلتها وقالت ان إحدى المدارس التي كانت تعمل فيها هذا بخلاف المغالاة في الرسوم المفروضة.
طوق النجاة:
اتفقت محدثاتي من مركز العالمية على تأسيس مشروع يراعى ظروف الأسر بمصر فكان ميلاد مركز العالمية بجهد خالص لمعلمين اكتوا بظلم السماسرة الطفيليين على التعليم.
وقال مدير مركز العالمية الأستاذة صفاء بابكر عبيد ان المشروع الذي اسسه مجموعة من المعلمين الرافضين لاساليب المستثمرين التجارية يهدف إلى تمكين الأسر من تعليم فلذات اكبادهم والتعامل بمهنية المعلم المؤسسة على تحقيق التربية ثم التعليم وبرسوم رمزية.
وأكدت حرص طاقم معلمي المركز على فصل النواحي المادية من المهنية.
واوضحت أستاذة صفاء ان الرسوم المفروضة تهدف لتغطية مرتبات المعلمين وتهيئة البيئة التعليمية.
ترحيب وارتياح:
عند زيارتنا لمركز العالمية وجدنا اعداد كبيرة من الأسر السودانية مع ابنائهم وعندما سألناهم عن سبب الإقبال على المركز افادونا بان معلمي المركز ينظمون كورسات مجانية للطلاب الممتحنين في شهادتي المتوسطة والسودانية بالمجان.
وقالت المواطنة هبة محمد لم أكن أصدق ان المدرسة تنفذ الكورسات بالمجان وعندما حضرت بصحبة ابني حسين وجدت الأمر صحيح ووجدت نفسي ادعو الله للمعلمين بدوام الصحة والعافية.
كاتب التقرير حدث له ذات الأمر فكان له دافعا من فضول المهنة بان يتجاذب الحديث مع بعض من المعلمين.
السهل الممتنع:
تظل الرسوم الدراسية أمرا مقلقا للأسر بمصر بيد أن إدارة مركز العالمية ومع الرسوم الرمزية يمنحون الأسر حق اختيار تحديد مواعيد السداد حتى تتمكن المؤسسة من تسيير أعمالها وتنجح في كسب الحرب ضد سماسرة التعليم.