خدميمقالات الرأي والأعمدة

البعد الأخر د. مصعب برير يكتب تدابير صحة البيئة فى ظل الحروب .. ولاية الخرطوم نموذجا (1)

البعد الاخر تدابير صحة البيئة فى ظل الحروب .. ولاية الخرطوم نموذجا (1) ..!

د. مصعب بريــر

فى بدايات حرب ابريل البغيضة نشرت عمود بتاريخ 26 ابريل 2023م جاء فيه ، قالت منظمة الصحة العالمية فى تقارير منشورة، توفي في عام 2012 قرابة 12,6 مليون شخص على مستوى العالم لأسباب تتعلق بتدهور صحة البيئة .. ويُقدر بأن الهواء الذي نتنفسه والغذاء الذي نأكله والماء الذي نشربه والنظم الإيكولوجية التي نعتمد عليها في معيشتنا مسؤولة عن 23 في المائة من الوفيات في جميع أنحاء العالم ..

ومن الواضح حدوث تحول من الأمراض المعدية والطفيلية والتغذوية إلى أمراض غير معدية بسبب إتاحة مياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي لنسبة أكبر من السكان .. وتعزى الزيادة في انتشار الأمراض غير المعدية إلى التعرض للمواد الكيميائية ورداءة نوعية الهواء وأساليب الحياة غير الصحية ..

بالطبع فإن تاثير الحرب على الصحة الوقائية لا يختلف حوله اثنان، حيث ان الخدمات الوقائية البسيطة التي كانت في الاصل لا تغطي النسبة المثالية ستتاثر حتما ، بل قد تتوقف تماما ، وعلى رأس هذه الخدمات هي خدمة نقل النفايات ، ونحن الان نشاهد التكدس الكبير للنفايات بالطرقات جراء توقف هذه الخدمة التي كانت في زمن السلم مسار انتقاد وسخرية لعدم كفايتها ..

قد يقول قائل ما اهمية الاهتمام بصحه البيئة في ظل هذه الظروف التي تؤثر حتى في حياه الناس مباشره ، ونقول ان معايشة الحرب تتطلب ترتيبات مجتمعية مختلفة ..

اطلعت بحمد الله على تجارب عدد من الدول التي مرت بمثل هذه الظروف اخرها دوله اوكرانيا حيث تم اطلاق مبادرات فعالة قادت لنشوء ثقافه سلوكية جديده للتعاطي مع هذه التحديات التي تواجه خدمات صحة البيئة بهذه الدول ، كان لابد من الاستفاده منها حتى نتمكن من تفعيل مشاركة مجتمعية مناسبة للسيطرة على التاثيرات السالبة التي يمكن ان تنجم عن التدهور الكبير لصحة البيئة جراء عدم سحب النفايات من الطرقات ومتبقيات الأسلحة المستخدمة فى الحرب ..

ونبدا اليوم بالنفايات التى أصبحت سيدة المشهد بالطرقات وصارت بيئات أساسية لتوالد جميع انواع الحشرات وعلى راسها الذباب ، فضلا عن تعفنها الذى يصدر روائح غازات الميثان وكبريتيد الهايدروجين الذى يشبه رائحة البيض الفاسد .. هذا بالإضافة لمتبقيات الجثث والذخائر وغيرها من مخلفات الحرب التى احدثت دمار لا يصدق بالبنى التحتية ومنظومة صحة البيئة وسلامة مياه الشرب ..

لقد أعاد الاوباش ولاية الخرطوم للعصر الحجرى فى رعونة بحثهم الضال عن الديمقراطيه ومحاربة دولة ٥٦ وبقية مبرراتهم الفطيرة التى سوقوا بها لجرائمهم التى يندى لها الجبين عليهم من الله ما يستحقون ، حتى استردت اجزاء واسعة من الولاية عافيتها رويدا رويدا بعد دخول جحافل جيشنا الظافر مسنودا بقواتنا النظامية الأخرى تظللهم دعوات جموع الشعب السودانى قاطبة ..

آخر ما يحتاجه الناس فى هذه الظروف الصعبة هو انتشار مسببات الامراض ، فلا طاقة لأحد الان الوصول لاماكن العلاج ان وجدت ، ناهيك عن تحمل تكلفة الدواء ومتلازماته ، فالغذاء الان صعب المنال ولاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ..

وعليه أول ما نبدا به هو ضرورة التخلص الان من تكدسات النفايات ومتبقيات الحرب من أمام المنازل أو بالطرقات وجمعها فى أماكن مؤمنه بالمرادم لحين التخلص النهائى منها ..

بعد اخير :

تحية واحترام للقائد المعطاء السيد والي ولاية الخرطوم الاستاذ محمد عثمان حمزة ومن خلاله التحية لوزارة الصحة بولاية الخرطوم و لهيئة نظافة ولاية الخرطوم ولفروعها بالمحليات الآمنة والأفراد الذين ظلوا يضحون بأنفسهم لتقديم خدمة اخلاء النفايات والجثث ومخلفات الأسلحة والذخائر من الطرقات ونشجع الدولة بضرورة حماية والسماح لاطقم وزارة الصحة و هيئة نظافة ولاية الخرطوم بالقيام بعملهم ايا كانت الظروف، والسعي لتوفير الحد الادنى لمعينات العمل التى تجعلها قادرة على الاستمرار فى اداء مهامها خاصة فى المناطق التى لا تشهد أى اشتباكات حاليا، مع ضرورة ضمان فتح الطرقات لها للوصول للمحطات الوسيطة والمرادم لمن استطاع منها العمل، حتى تخفف هذه التدابير أى تدهور لصحة البيئة ..

ونواصل ان كان بالحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين

البعد الاخر
مصعب بريــر
12 مارس 2025م
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى