ياسر الفادني
نكتم آهة…تظهر آهة !!
إنا لفي زمن يمكن أن نقول فيه أن هذا العنوان يطغي علي حالنا ويحيط بها( غربة وشوق) لديار أجبرنا علي الرحيل منها وأهل قد فارقناهم ، إسحاق الحلنقي عبر عنها في هذا العسل المصفي شعرا غالبته الغربة والشوق وتارة أخري يغالبها مفعمة بالحنين الدافق لوعة وحرقة
الراحل المقيم محمد الأمين سكب فيها عصارة لحن شجيء وفريد ويعتبر هذا من النسق اللحني السامق والراسخ بصوته الفخيم وعوده الذي كاد أن يتكلم في هذه الرائعة العجيبة والخالدة
الحلنقي يعتبر من جيل الشعراء الذين مزجوا بين القديم المعتق المتجدد والجديد البراق وينتمي لمدرسة الرومانسية التي وصفها النقاد بأنها تجسد المحسوس واقعا وتوقع الكلمات لحنا جاذبا يسمعه الوجدان اولا ويتعامل معه قبل الأذان وهي خاصية فريدة لا يتميز بهاو لايمتلكها إلا المصقول شعرا والمجدول قافية والمنسوج ألقا وجمالا وتعبيرا حينما قال : هناك ماهنتنا ياحلوين …الهم بدل واحد يبين همين… وفيها قلوبنا تتأوه وتتأوه سنين وسنين…مصيروا الحي. يلاقي حبابيو لو صادقين حتي عرج علي صفة قيمة هي سماع اهلا من الأحباب شروق امال ووصف البهجة بالكلمات محال يتقال…حلاوة العودة غنيناها في موال وهذه العودة التي ذكرها يتطلع لها كل نازح وكل من فقد عزيز ومكان له فيه ذكري
أغنية غربة وشوق تعتبر من الأغنيات الجميلة التي يحبها ويسمعها المستمع السوداني الذواق للجمال وهي محتوي شكله الحلنفي عصفا وخيالا جامحا و أحاسيس تتكلم ووضع لها الراحل محمد الأمين مؤثرات لحنية مؤثرة كل مفردة فيها تصيب الوجدان في إستمتاع لذيذ وتلهف للجمل الجميلة التي تتابع
إني من منصتي أنظر….حيث أري.. أننا الآن نكتم آهة…تظهر آهة وتتعبنا…! وهاهي أرضنا قد تغطت بالتعب!! وحالنا عبر عنه الذي حضر حفلة ذات مرة للمبدع ترباس وطلب منه أن يغني له أغنية ياريت..ياريت وقال له يافنان: كَتِر لي من تِعِبْتَ آه تِعِبْتَ! .