إقتصاديحوارات وتقارير

وزارة الطاقة والنفط تنهي زيارتين إلى الصين وروسيا

وزارة الطاقة والنفط تنهي زيارتين إلى الصين وروسيا،،
التوجــه شـرقاً،، خدمة المصالح والشراكات الذكية..

مؤشرات إيجابية لمستقبل واعد ينهض بقطاع الطاقة والنفط في السودان..

اهتمام متعاظم برغبة روسيا في الاستثمارات النفطية في مربعات البحر الأحمر..

السودان: نهتم ببناء شراكة استراتيجية مع روسيا وتطوير النفط والغاز والكهرباء..

روسيا: سنستثمر في الاستكشاف والإنتاج النفطي وتوريد الوقود وتطوير الكهرباء بالسودان..

اتفاقيات متوقعة في مجال النفط عقب فراغ الوفد الفني من مباحثاته مع الشركات الروسية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

جدد السودان تأكيداته على أهمية بناء شراكات استراتيجية مع روسيا والعمل على تطوير قطاعات النفط والغاز والكهرباء بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية الأخرى، وأنهى وزير الطاقة والنفط دكتور محي الدين النعيم زيارة ناجحة إلى موسكو على رأس وفد فني رفيع المستوى، بعد أن عقد عدة لقاءات مع المسؤولين الروس والشركات المختصة في مجالات الطاقة والنفط والكهرباء، وطرح الوفد السوداني خلال الزيارة فرصاً للاستثمار في استكشاف وإنتاج النفط والغاز لعدد من الشركات الروسية.

التوجه شرقاً:
لقد كان من اللافت أن تكون وجهة وزير الطاقة والنفط والوفد الفني المرافق له من الصين مباشرةً إلى روسيا لبحث ذات القضايا التي بحثها في الصين فيما يتعلق بتعزيز الشراكات الاستراتيجية وتوسيع مواعين فرص الاستثمار في مجال النفط والطاقة والكهرباء، باعتبار أن السودان ظل يتعامل بفقه الدوائر والملفات مع الصين وروسيا كلٍّ على حدا، فقد تركزت العلاقات السودانية الصينية في مجال النفط منذ أن حلت الشركة الوطنية الصينية للنفط محل شركة شيفرون الأمريكية، والشركتين الكنديتين، وشركة الخليج في مجال التنقيب عن النفط، فيما ظل التعاون السوداني الروسي محصوراً في مجال التعدين والتنقيب عن الذهب والمعادن الأخرى، ولكن يبدو أن سودان ما بعد الحرب سيمتطي صهوة جواد استراتيجية جديدة في التوجه شرقاً للتعامل مع الدولتين معاً، ولعل ذلك ما دفع وزير الطاقة والنفط، دكتور محي الدين النعيم، إلى القول إن السودان سيتجه شرقاً نحو روسيا والصين لتبادل المصالح وتعزيز الشراكة مع هذه الدول الكبرى لدعم موقفه في المحافل الدولية، وتعزيز وقوفهم بجانب السودان لحماية مصالحهم في البلاد.

زيارة مثمرة:
جدية السودان وروسيا في بناء شراكات ذكية واستراتيجيات قوية في مجال النفط والطاقة، تجلت في المباحثات المشتركة التي أجراها الوفدان بقيادة وزير الطاقة والنفط دكتور محي الدين النعيم ونظيره الروسي بقيادة وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف، حيث تناولت المباحثات المباشرة الآفاق المحتملة للمشاريع المشتركة في مجالات الطاقة الكهربائية والاستكشاف والإنتاج النفطي وتوفير الوقود، وأكد الجانبان الاهتمام المتبادل بتطوير حوار الطاقة بين روسيا والسودان، وطرح الوفد الفني لوزارة الطاقة والنفط الفرص المتاحة للاستثمار في استكشاف وإنتاج النفط والغاز، فيما أمّن الجانب الروسي على ثلاثة جوانب شملت الاستثمار في الاستكشاف والإنتاج النفطي وتوريد الوقود وتطوير الكهرباء بالسودان.

لقاء شركات روسية:
لقد حرص وزير الطاقة والنفط دكتور محي الدين النعيم والوفد المرافق له على الوقوف ميدانياً على تجارب الشركات الروسية، والاستفادة من خبراتها في مجال الطاقة والبترول والغاز، حيث اهتم الوفد السوداني بتحسس إمكانيات هذه الشركات عن كثب من خلال طوافه على مقراتها والتعرف على أنشطتها ومجالات عملها، ولم يفوّت الوفد السوداني السانحة التي أتاحتها له الزيارات الميدانية لهذه الشركات الروسية، فطرح الفرص المتاحة للاستثمار في السودان في مجالات الاستكشاف والإنتاج النفطي وأنابيب وشركات البترول، حيث بحث وفد شركات النفط الوطنية مع شركة غاز بروم الروسية إحدى الشركات التي تم التباحث معها لتوريد المشتقات البترولية، وتواصل اللقاء مع عدد من الشركات الروسية منها شركة Legacy Capital والتي أبدت رغبتها بالدخول في الاستثمار بالسودان، وسيواصل الوفد الفني مباحثاته مع الشركات الروسية للوصول إلى توافق يتم بموجبه توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات النفط.

نفط البحر الأحمر:
وأثار النشاط المكثف لوزير الطاقة والنفط والوفد المرافق له في روسيا الكثير من التفاؤل وسط المراقبين والخبراء في مجال النفط والغاز والذين ثمنوا هذا الحراك الكبير الذي اختطَّه الوزير من أجل النهوض بقطاع الطاقة بشقيه الحراري المتمثل في النفط ومشتقاته، والمائي المتمثل في صيانة الخزانات و تحديثها، وحظيت رغبة روسيا في الدخول في استثمارات نفطية في مربعات البحر الأحمر باهتمام المراقبين والخبراء لأهمية هذه الخطوة التي تمثل دفعة قوية لهذا القطاع الحيوي والهام، يذكر أن أول نشاط استكشافي نفطي بالسودان بدأ في البحر الأحمر بواسطة شركة أجب الإيطالية في العام 1958/59، حيث تم حفر أول استكشافية في شبه جزيرة أبو شجر (Abu Shaqara#1) على بعد حوال 600 كلم شمال مدينة بورتسودان خلال العام 1961م، تلتها مجموعة دقنة بقيادة شركة تكساس الأمريكية في العام 1967م، ثم جاءت شركة شيفرون في العام 1974م التي اكتشفت غاز ومتكثفات غاز في حقلي سواكن وبشائر، ثم تلتها شركتا توتال الفرنسية، ويونين تكساس الأمريكية في العام 1980م، ثم شركة آي بي سي في العام 1992م، لتأتي شركتا ريسبوك وكورال تواصلا النشاط الاستكشافي في الفترة من 2008م إلى 2012م، وتدلُّ هذه الأنشطة المتتالية، والاهتمام المكثف الذي تبديه هذه الشركات الأجنبية، على إمكانية وجود نفط بكميات معتبرة في البحر الأحمر، ويرجح خبراء في مجال النفط والغاز أن السبب الرئيس في عدم اكتشاف كميات تجارية حتى الآن هو التعقيدات الجبولوجية التي تستدعي التفكير “خارج الصندوق” والسماح لدخول شركات ذات خبرة في الاستكشاف في البيئات والتراكيب الجيولوجية المماثلة للبحر الأحمر والتي تختلف عن تلك الموجودة في أحواض المجلد و مليط التي تنتج النفط السوداني بكميات تجارية.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد أحدث وزير الطاقة والنفط دكتور محي الدين النعيم والوفد الفني المرافق له حراكاً كثيفاً خلال الأسبوعين الماضيين بزيارتيه الناجحتين إلى كلٍّ من الصين وروسيا، ورغم علامات الدهشة التي علت وجوه الخبراء والمختصين الذين تفاجأوا بانتقال الوزير من بكين مباشرة إلى موسكو، إلا أن مخرجات الزيارتين أكدت على بُعد نظر وزارة الطاقة والنفط، ورجاحتها في التفكير ( خارج الصندوق) بالتخطيط لتنفيذ هاتين الزيارتين في (طلعة واحدة) كشفت أن السودان حسم أمره بالتوجه شرقاً للتعاطي مع كبريات الشركات في مجالات الطاقة والنفط ومشتقاته، ليضاف ذلك إلى رصيده من التعامل مع البلدين في قطاع المعادن والأسلحة والطرق والجسور والبنى التحتية وغيرها، وقطعاً ستشهد مرحلة ما بعد الحرب انفتاحاً أكبر من الصين وروسيا وتسابقاً في مضمار المشاركة في مشروعات بناء وإعمار ما دمرته، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button