من أعلي المنصة.. ياسر الفادني.. أصحابُ الحِلَل !!
قالها ذات مرة جون قرنق عندما أراد أن يوصف سياسيا حزب الأمة قال : حزب الأمة سياسيا ( يشد حًلَتين) في كل حقبة سياسية (البتنجض أول بياكلا) ! ولعله صدق في ذلك ….
لعل الشواهد علي ذلك كثيرة ، عندما صنعت قحت من حميدتي بطلا يقهر الكيزان وعلقوا صورته علي الحامل الذي يحمل قضيب السكة حديد أعلي كبري القيادة تلك اللافتة التي دفع ثمنها هو لخلق ترند سياسي له… بدأ حميدتي في التفكير في تبني حاضنة سياسية له ولعل قحت حينذاك كانت تتكون من شقين الشق الأول هو اليسار المتزمت (فارق الصوت السياسي ) ! الذي يضم الشيوعي والبعث والمؤتمر السوداني وهلم جرا…. والشق الآخر هو اليمين المتطرف الهلامي الشكل الذي يمكن بكل سهولة أن يصنع منه ( ترلة) سياسية يجرها !
حميدتي ومستشاريه إستفادوا من نقطة ضعف الشقين وهي المال وظل يغدق علي هؤلاء واولإئك ، الشقان ليس لهم وطنية كما أدرك واستدرك أن القاسم المشترك بينهما هو الدفع لهم من ماله( السايب) من أجل تبيض وجهه وبدأ الغرام السياسي بين قحت و أشده كان مع حزب الأمة حيث مال لهم حميدتي ميلا قلبيا سياسيا عبر تفاهمات وإجتماعات ترسخ لذلك…. معظمها كان في كورنثيا والأخرى كانت في بيوت نافذين من حزب الأمة، عقب التصحيح الذي إتخذه البرهان في أكتوبر المعروف أتفق حميدتي وقيادات حزب الأمة علي عدم التضييق القانوني علي بعض قياداتهم الذين كانوا في لجنة التمكين وأتفق الطرفان علي خروج تلك القيادات من البلاد بمساعدته ليفلتوا من العقاب واتفقا أيضا علي الحضن السياسي مقابل مبالغ تدفع لهم بصورة دورية أتفق عليها ،
بعد أن إشتعلت الحرب نلاحظ أن بعض الولايات التي إستباحتها عصبة حميدتي عينت علي مجالسها الإدارية كوادر من حزب الأمة في الجزيرة رئيس المجلس الإداري صديق ابودريقة ينوب عنه بروف يتبع لحزب الأمة أيضا وبقية العقد المتسخ جلهم من ذلك الحزب ،فعلوا مثل هذا في ولايات أخري وهذا شاهد قوي علي أن المليشيا حاضنتها الأصيلة هي حزب الأمة في زمن الحرب
ماأستغرب له وهو يعتبر من المضحكات ….هو أن دورهم في أمدرمان وفي بعض الولايات استبيحت كثكنات عسكرية ونهبت المليشيا أثمنها وتركت ماتبقي لشفشافتها حتي منازل قياداتهم قد نهبت وحتي بيت الأمام لم يسلم من ذلك ، هنالك بعض الكوادر التي كانت في جيش الأمة تقاتل مع المليشيا وهنالك بعض قيادات الادارات الأهلية المعروفين إنتماءهم لهذا الحزب يقاتلون معها
إني من منصتي أنظر….حيث أري…. أن حزب الأمة بقيادته الحالية (قَفل) كما نقول بلغة أهل الكوتشينة علي المليشيا و( إنقفل ) في تلك الدائرة الضيقة وشد حلتين واحدة حلة تقدم والأخرى حلة حميدتي وإلتهم الثانية ، حزب يتبع( الطقة) ! كلما تنجض في حلة من الحِلل غير جدير بالقيادة السياسية ولا يستحق الإحترام .