د. مهندس نجاة الأمين تكتب حكومة “المنفى”
من دفتر مقاربات ومقارنات قصاصات: من صفق وفروع شجر الحراز

من دفتر مقاربات ومقارنات
قصاصات: من صفق وفروع شجر الحراز
حكومة “المنفى”
د. مهندس نجاة الامين عبدالرحمن
الامثال والحكم والاقوال الماثورة ، فهى بلا شك وسيلة تواصل معرفى من الماضى للحاضر والمستقبل ،للاجيال فى قالب ثقافى تربوى ،لما فيها من تذكير ووعظ وحث وزجر ، ومن المثبت حقيقة هى عبارة عن تجارب اصبحت بمرور الزمن حكم وامثال واقوال ماثورة لها ادوار فى معالجة كثير من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، فهى كنز تراثيا مفيدا كما هى ثراء ادبيا وثقافيا ، فهى كذلك تعكس اساليب العيش والمعتقدات والمعايير الاخلاقية فى المجتمع، ولنقف عند بعضها ، مقاربة ومقارنة عسى ان تكون عظة واعتبار ، او معالجة لبعض مشاكلنا السياسية و الاجتماعية ، والاقتصادية ، وسنذكر بعضها لمعالجة بعض نصوص موضوع المقال المطروح، اما البعض الاخر سيسترسل ” تلقيا” فهما ومفهوما او تمثيلا اوبلاغة “كناية اوصراحة ” ، مجازا او مرسلا، اختلافا اوتشابها مع بعض نصوص المقال المطروح بالمقال حكومة” منفى” و “بلاد ” المنفى ” واللبيب يفهم بالاشارة ، والسؤال ؟ هل توجد بلاد منفى على اطلس الادريسى وهل زارها ابن بطوط ؟ ام كانت من ضمن اتفاقيات “سايكس بيكو” تقسيمات خارطة العالم من قبل حلفاء الحرب العالمية ؟..الاجابة : حقيقة ، اختلف بعض الناس فى تحديد وجودها فمنهم من يقول: موجودة ولكن غير معروف مكانها ولا يمكن تحديد موقعها احداثيا ، و بعيدة يصعب الوصول اليها ، ويتكهن بعضهم انها قد تكون وراء البحار او الجبال او الفيافى ..اما البعض الاخر منهم يقولون انها : من الاساطير والخيال مثلها مثل بلاد الواق الواق ، بلاد الطير والعجم ، بلاد “التوج -السماء الاحمر – سقط لقط..” .. ، وتذكر مجازا وتمثيلا من باب التقريب وضرب المثل للفهم ، لبعدها وعدم تحديد موقعها ولمحدودية العقل فى تصورها ..وعلى ذكر بلاد المنافى وبلاد الواق الواق ، لابد الاشارة الى ان كلايهما يتفقان فى عدم تحديد موقعهما على ارض الواقع بذلك هما يتفقان و حكومة المنفى التى لا ارض لها لتقيم فيها حكوماتها ، ومن المعلوم بالضرورة ،ان هذا النوع من حكومات المنافى هى حكومات معارضة ومصنوعة فى الخارج ،و ان اسباب ومبررات قيامها او تأسيسها هى مناهضة او منازعة “من تنازع ” الحكومات الشرعية، و نذكر منها مثالا لا حصرا ،حكومة اسفرية، حكومة “Online” حكومة ورقية ، حكومة موازية ” انه ثبت بما لايدع مجالا للشك ان اى حكومة تؤسس فى الخارج سواء كانت حكومة منفى او موازية فكلايهما لا شرعية ولا مشروعية لهما لافتقادهما اهم مقومات محل اقامة الدولة وهو المكان “الارض ” اضف لذلك عدم وجود شعب حقيقى وهذا اهم شرط تحقيق الشرعية والانتماء الوطنى ، وبلا شك ان الشعب هو مصدر السلطات ،لذلك لا سلطة لاى حكومة تقام اوتؤسس خارج نطاق الدولة الام.. وعند المقاربة بين انواع هذه الحكومات المعارضة من الخارج تجد اوجه الشبه بينهاحاضرا ومطابقا سوء نواياهم وبدعهم الضالة ، المتمثلة فى اسباب ومبررات تأسيسها او قيامها فمعظم بنود انظمة تكوينها مطالب غير وطنية وغير حقيقية والغرض منها تحقيق مصالح خاصة “لافراد نكرة او قوى سياسية متفلتة ، او احزاب معزولة ، او جهات مغرضة او مغترضة ، او قوى مسلحة متمردة ، او مافيا ” والشاهد ان اجندتها ضد الوطن تم وضعها ورسمها وتصورها بواسطة بعض المعارضين السياسين العملاء غير الوطنيين لمنازعة شرعية حكومة الدول الشرعية وذلك من خلال اعلان حكومات فى المنفى ، وهذه بعض اسباب اعلان حكومات المنافى اوالحكومات الموازية كالاتى يزعم قيامها لمنازعة شرعية حكومة الوطن العزيز السودان ، ومن اسباب قيام حكومة المنفى “الموازية” هى وعلى سبيل المثال : “التهميش ،العنصرية ، الظلم ، انتهاك حقوق الانسان ، الديش “الجيش” ، سلاح الجو ، الجلابة ،صلاة وعطلة الجمعة، قانون الوجوه الغريبة ..! ، الحركات الشعبية للتحرير شمال وجنوب المساندة لقوات الشعب المسلحة ، “المشتركة” المساندة ..الخ.. ” ومن العجائب والغرائب و من المثير المدهش بل المضحك المبكى ، ان هذه الحكومة المنفية المزعم قيامها وتم اعلان ميثاقها باوربة افريقيا ” نيروبى” والذى من ضمن بنوده مطالبة”..!”يطلب فيها وبشدة ” المجتمع الدولى والاتحاد الاوربى والترويكا وجنيف وتشاد والامارات وبريطانيا والاتحاد الافريقى والايقاد وكينيا..”.
الغاء اوايقاف : – ” تغيير العملة” – ” امتحان الشهادة السودانية ” – “هجمات طيران الجيش السودانى على حلفائهم المتمردين المسلحين” – “تعدد الجيوش ” – “خطاب الكراهية والعنصرية”-..
وهنا تجدر الاشارة الى اللغة التى صيغت بها اهم بنود اعلان ميثاق تاسيس حكومة المنفى “الموازية” عبارة عن “كلام الطير فى الباقير” ” والبنود هى: – تطبيق ال “Secularism ” على كل الشعب السودانى “بالقوة والدق بسوط “العنج “وبندقية المتمرد وفى حالة الرفض ابادة الشعب السودانى كله وعلى بكرة ابيهم واحلال محلهم اخرين مثلا”عرب الشتات ” ..” وذلك للقضاء على “الثيوقراطية ” ومجابهة كل مايمت لها بصلة من قريب او بعيد” – تغيير صلاة الجمعة وعطلتها الى يوم الاربعاء .”
– تغيير جمهورية السودان الى “امارة”، ..! – اعطاء حق تقرير المصيرفورا او الانفصال وهذا فى حالة عدم تنفيذ بند ال “secularism”.. ، ونستعجب من عجائب اعلان ميثاق حكومة “منازعة او انتزاع شرعية بحكومة غير شرعية “لا ارض لها” فى المنفى بثوابت مصيرية”الهوية،امن وسيادة الدولة..الخ..” ، والمثير للدهشة ،تقوم الدنيا وتقعد.. وخمة نفس ، “نفس طالع ونفس نازل” ولعثمة وبلعمة وتمتمة وبلع ..! ، ورقص ورقيص ومراقص وغناء ومغنين ومغنيات ، وتصفيق وصفقات و” صفقات” وهتافات وهتيفة اصواتهم تصم الاذان وتصيبك بالغيثان وهذه الهتافات النكرة”سودان قديم يتحطم سودان جديد يتقدم .! ” ، “تسقط دولة ٥٦” .! وهنا لابد من نغلظ القول ونزجر هولاء الغوغاء اف لكم .. ” الماعندو قديم ماعندو جديد ” ، فالشعوب والامم المجيدة تاريخها القديم اصل حضارتها الحديثة .. ومن “فش غبينتو خرب مدينتو..” المؤسف ، حقيقة ان هذا الهتاف فعلا اثبت بمالا يدع مجالا للشك ان هولاء الغوغاء الهتيفة هم الذين قاموا فعلا و تحريضا و اتفاقا مع حليفهم “دون لف ودوران” المتمرد المسلح الخائن بالتحطيم والتدمير والقضاء على الاخضر واليابس فى السودان بهدف القضاء على تاريخ واثار وتراثيات وثقافات وموروثات السودان العريقة .. وها هم الان فى حالة بهجة وسرور باعلان ميثاق تأسيس حكومة الخراب والتدمير المنفية “المنازعة” لحكومة الوطن العزيز السودان الذى يشن عليه حليفهم المتمرد المسلح العربيد الخائن مجازر لن ينساها التاريخ ابدا ،”مجزرة المساليت،مجزرة ود ابنورة ، مجزرة القطينة ،مجزرة الهلالية، مجزرة السريحة ، مجزرة التكينة ، تدمير مصفاة الجيلى، تخريب سد مروى ، تخريب محطات المياه والكهرباء بالخرطوم والدبة والنيل الابيض ، تدمير كبرى شمبات والحلفايا ، اتلاف وتحطيم مبانى القصر الجمهورى ، تدمير خزان جبل اؤلياء ، سرقة البنوك تحطيم البنية التحتية لمعظم المؤسسات والمبانى الاسرية ، سرقة المتاحف وبيوت الثقافة والاذاعة والتلفزيون والمسرح ، والبحوث والجامعات العريقة ، اتلاف مستندات وسجلات الخدمة المدنية والسجل المدنى والاحصاء والبيانات وسجلات دار الوثائق المركزية وسجلات الاراضى وتدمير بيوت العبادة العريقة المساجد والكنائس والمعابد ، والمستشفيات والمراكز الصحية، واتلاف المزارع وسرقة المحاصيل وقتل الحيوانات ، والكثير من الاتلاف والتحطيم والحرق والقتل والاغتصاب فى حقوق الافراد والجماعات ، والتهجير القسرى للاسر ،استخدام المواطنين دروع فى المعركة ، اختطاف الاطفال والنساء وتعذيب الاسرى ودفن الاحياء وطلب الفدية للرهينة ، والسؤال الذى يطرح نفسه ،هل ستكون هذه الحكومة الموازية “المنفية” المزعم قيامها ، على قدر التحدى ومنازلة الشعب السودانى الصبور لارجاع وتعويض ما فقده الشعب السودانى ، من الانفس والممتلكات والمملوكات الثابتة والمنقولة كما هل تستطيع هذه الحكومة الكسيحة ناقصة الاطراف “الارض والشعب” مكأفاة الذين اصطفاهم رب العالمين الشهداء الاكرمين شهداء معركة الكرامة من الشعب السودانى وضباط قواتنا المسلحة الابطال..كما هل يمكنها ، ارجاع شرف المغتصبات والمغتصبين ، وعندها سيكون لكل حادث حديث وابصم بالعشرة انها لن ولم تقدر على فعل شئ لانها ستتفرق سبا وتكون هباءا منبثا هناك اكرر هنأااك فى المنافى “بلاد الواق واق ..”والجدير بالذكر نشير الى ان الذين يؤيدون ويدعون لتأسيس مثل هذا النوع من الحكومات “المنفية ” ليس لديهم ذرة من الوطنية و يقولون مالايفعلون وينطبق عليهم المثل “الكلام الغش وموية الرش ما بقوم قش.. ” ، كما يحترف هولاء غسل “عقول الشباب” للتضليل و بمبرارت وزرائع مصنوعة ،غير حقيقية لمصالح خاصة ،حبا فى السلطة “وكنكشة ” فى مناصبهم حقب من الزمن والازمان وبينهم كبار السن يقاتلون ويقتلون ابائهم واولادهم من اجل مناصبهم لذا لابد من نصحهم وامرهم بالتنحى وافساح المجال للشباب “فام جركم مابتاكل خريفين ” ،والذى يثير الشفقة ان بعض مثقفيهم ولكن للاسف لا يميزون بين ال “ي” و ال”ئ” ويجهلون ابجدييات فن الخطابة حقا “القلم مابزيل بلم” ،اضف لذلك عداوتهم الصريحةو الصارخة للغير والفجور فى الخصومة والاقصاء دون هوادة ويصرون على ذلك ، حقيقة ينطبق عليهم المثل ” شجر الحراز المحارب الخريف ، يحت صيفيقاتو وتيبس فريعاتو شن يبقى غير العود” ، كما نشهد حالة عدم انسجام “نشاذ” ترتيب منصة تاسيس حكومتهم المنفية ” الموازية” المقترح قيامها لمنازعة وانتزاع حكومة الثورة الانتقالية ومن خلال مشاهداتنا اخلال واختلال افتتاحية اعلان ميثاق تاسيس حكومة المنفى ” الموازية” ، مما يجعلنا نتوقع فشلها ولن ولم تقوم لها قائمة لا فى الواقع ولافى الاحلام ولا فى الخيال.. “فالخريف من هبتو والمولود من تبتو” ومن توقعاتنا لفشل ” الموازية” هى نفس سوء خاتمة “الضبعانة” انثى الضبع وهذه مقاربة بين توقعات نتائج مخططات منصة تاسيس الحكومة المزعم قيامها ، ونتائج وقائع هذه القصة الطريفة و للعظة والاعتبار ، نسرد نصوص القصة ” تصادف اجتماع ثلاثة اصحاب اسد ، ثعلب ، ضبعانة “انثى الضبع”. وقرروا الذهاب للغابة للصيد ،فاصطادوا حمارا ، ظبيا ، ارنبا ،التفت الاسد لانثى الضبع وقال لها :” قسمى بيننا “قالت: “الحمار لى ، والظبى لك ، والارنب للثعلب” غضب الاسد غضبا شديدا وضربها ضربة قاضية سقطت على اثرها ميتة! ثم التفت الى الثعلب وقال له : “قسم بيننا لم تفلح هذه الخائنة التقسيم ” ، قال الثعلب: ” حسنا الامر هين ياسيدى الحمار لفطورك ، والظبى لغداءك ، والارنب لعشائك ” سر الاسد سرورا عظيما وقال: ” للثعلب من علمك هذا ؟” قال الثعلب : “علمنى موت الضبعانة ” .. ومن خلال باب الهداية والارشاد والنصح ، ننفذ انفاذا ونفوذا و “نحذر ” و ننصح مدعى ومبتدئ السياسة المتطرفين يمينا/ يسارا من ال ..” البيوت والاسر والجمعيات والمؤسسات والطوائف والاحزاب والروابط والنوادى والشوارع” ونشفق عليهم ونوجه ولاة امرهم بالجلوس معهم لمراجعة دروس تاريخ السودان الحديث والقديم خاصة دروس الوحدة الوطنية ، حتى لا ينطبق عليهم حكمة المثل ” انما ياكل الذئب من الغنم القاصية” ” ..تسلمى يابلادى.
دكتور مهندس/ نجاة الامين عبدالرحمن 8/مارس/ ٢٠٢٥م