أطلق تصريحاً غريباً للبي بي سي..حمدوك .."العمالة" مستمرة
مازال وحتى بعد إشعال نار الحرب يتحرك بأمر كفلائه بالخارج..
انتقادات واسعة، وسخرية لاذعة تشعل منصات التواصل الاجتماعي..
أضاع فرصة ذهبية لبناء سودان الحرية والسلام والعدالة..
الجكومي: حمدوك صنيعة صهيونية، لم يعارض الإنقاذ ولم يشارك في صناعة الثورة..
دبلوماسي رفيع: حمدوك ورهطه لم يكونوا رجال دولة ولا رجال مرحلة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
انتشر على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية مقطع فيديو مُقتطَع من حوار أجراه الزميل محمد محمد عثمان مراسل قناة البي بي سي من السودان، مع رئيس الوزراء المستقيل دكتور عبد الله حمدوك، رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” الذي أكد تواصلهم مع الفاعلين من دول المنطقة لإيقاف الحرب في السودان، كالإمارات، ومصر، وتشاد، وأثيوبيا، والسعودية، وبعض الدول الصديقة البعيدة، ولما سأله المراسل لديكم قنوات اتصال مباشر مع الإمارات، هل طلبتم منها أن توقف دعم الأسلحة الذي تقدمه لقوات الدعم السريع؟، ردّ حمدوك ” نحن لم نناقش الأمر مع الإمارات، نحن فصيل مدني ليس لنا علاقة عن السلاح من أين يأتي ولمن يُقدم”!
سخرية وتنديد:
إجابة رئيس الوزراء المستقيل دكتور عبد الله حمدوك، رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” على سؤال الزميل محمد محمد عثمان مراسل قناة البي بي سي من السودان، سارت بها الركبان وضجّت بها منصات التواصل الاجتماعي وحصدت جملة من التعليقات الساخرة والمنددة بمواقف الرجل، واتهم الكثير من المعلقين حمدوك بالعمالة والخيانة الوطنية، وقال بعض المعلقين إن هذه الإجابة قطعت قول كل خطيب وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” التي يقودها دكتور عبد الله حمدوك ليست سوى جناح سياسي لميليشيا الدعم السريع المتمردة.
حملة انتقادات:
وكانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” قد وقَّعت في مطلع يناير من العام الجاري ٢٠٢٤م اتفاقاً مع ميليشيا الدعم السريع في أثيوبيا عُرف بإعلان أديس أبابا، وقد قوبل هذا التوقيع بحملة انتقادات واسعة وسط الشارع السوداني بمختلف فئاته وقواه السياسية التي نددت بموقف تنسيقية تقدم وهي تضع يدها في يد قائد ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة الملطخة بدماء الشعب السوداني جراء ما ارتكبته في حقِّ المواطنين الأبرياء والعزل من جرائم وحشية قتلاً واغتصاباً وسحلاً ونهباً وسلباً وتشريداً قهرياً واستباحةً للبيوت والمنازل والأعيان المدنية، هذا فضلاً عن قطع الخدمات الضرورية.
فرصة تأريخية:
ويتهم الكثير من المراقبين دكتور عبد الله حمدوك بالاهتزاز والتردد وضعف الشخصية والارتهان للخارج، وهي مواقف أضاع بها حمدوك فرصة تأريخية لبناء سودان جديد قائم على ثوابت الحرية والسلام والعدالة، باعتبار أن ما وجده رئيس الوزراء من دعم وتأييد شعبي وسند جماهيري عقب ثورة ديسمبر، لم يجده أحدٌ غيره من السياسيين والمسؤولين السودانيين في العصر الحديث، إلا أن حمدوك فشل في استثمار هذا التأييد منقطع النظير لصالح تحقيق مقاصد وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة وتلبية أشواق وتطلعات شهداء الثورة، وبالتالي معالجة إخفاقات النخب السياسية منذ الاستقلال والتي فشلت في إيجاد صيغة لحكم السودان وإدارة تنوعه بما يحقق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي ويرسي دعائم السلام والتنمية المستدامة.
لم يكن معارضاً:
ويقول الأستاذ محمد سيد أحمد سر الختم الجكومي، رئيس الجبهة الثورية السودانية، رئيس مسار الشمال، ومقرر المكتب القيادي لنداء السودان والأمين العام لتنسيقية القوى الوطنية، إن دكتور عبد الله حمدوك لم يكن يوماً من الأيام جزءً من المعارضة التي ظلت تنافح وتكافح ضد نظام الإنقاذ المخلوع على مدار ثلاثين عاماً، وأبان الجكومي في حديثه للكرامة أن حمدوك كان قد اُبتعث إلى بريطانيا لتحضير الدكتوراة على حساب الشعب السوداني، ولكنه لم يعد للبلاد، حيث استقر به المقام في المملكة المتحدة، مؤكداً أن حمدوك لم يشارك في صناعة ثورة ديسمبر مثلما فعل معظم السودانيين في دول المهجر من خلال الخروج في المواكب، والاحتشاد حول السفارة السودانية في بعض العواصم والمدن بدول المهجر للتنديد بجرائم الإنقاذ والدفاع عن قضية الشعب السوداني في المنابر ومنظمات الأمم المتحدة الحقوقية والإنسانية ويعبرون عن مواقفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أجندة خارجية:
وكان عبد الله حمدوك قد سارع في أغسطس من العام ٢٠١٩م عند توليه مهام منصبه الجديد في رئاسة وزراء أول حكومة بعد الثورة إلى استدعاء بعثة من الأمم المتحدة، بتخطيط دقيق وسري حتى بدون علم أعضاء مجلس السيادة، لتُعنى هذه البعثة الأممية بدعم المرحلة الانتقالية، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم أن يستدعي رئيس حكومة بعثة خاصة من الأمم المتحدة لتساعده في إدارة شأن بلاده، حيث اُعتبر رئيس بعثة اليونتاميس الألماني فولكر بيرتيس بمثابة الدينمو المحرِّك وصاحب النفوذ الحقيقي أمراً ونهياً داخل منظومة حكومة عبد الله حمدوك، حيث خطط فولكر لتنفيذ أجندة خارجية تسعى إلى استبعاد القوات المسلحة من المشهد تحت فرية إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية عبر الاتفاق الإطاري الذي قاد البلاد إلى محرقة الحرب الحالية التي ظلت تأتي الأرض تنقصها من أطرافها.
رواتب دولارية:
، واُتهم رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك ومستشاريه وتنفيذيين يعملون في مكتبه بتقاضي رواتبهم بالدولار وليست بالعملة الوطنية، ولم ينفِ حمدوك أو أحد من مستشاريه هذه التهمة التي توسعت دائرتها وانتهت بالقول إن حمدوك ومستشاريه كانوا يستبدلون دولاراتهم في السوق السوداء، بدلاً من المصارف الوطنية في وقت كان تشهد فيه البلاد شحاً واضحاً في الدولار، وهو أمر وضع رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك ومستشاريه في مرمى النيران الاتهام بعدم الوطنية والعمالة والارتهان للخارج.
ليسوا رجال دولة:
ويؤكد دبلوماسي سوداني في منظمة إقليمية فضّل حجب اسمه أن دكتور عبد الله حمدوك ورهطه من قوى الحرية والتغيير ” قحت” سابقاً وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم”، لم يكونوا يوماً رجال دولة، أو رجال مرحلة، وقال الدبلوماسي الرفع في حديثه للكرامة إن هذه المجموعة التي حكمت البلاد أربع سنين من عمر الفترة الانتقالية الأولى، ليسوا سوى نشطاء جاءتهم السلطة بسهولة تمشي على استحياء، فظنوا أنهم أهلها فأضاعوها.
صناعة صهيونية:
ويقول الأستاذ محمد سيد أحمد سر الختم الجكومي إن دكتور عبد الله حمدوك أتى بصناعة صهيونية كاملة الدسم، فرضته على كل قوى الثورة، وكان من الطبيعي أن يجهض أحلام وآمال هذه الثورة التي لم يشارك فيها، وقال الجكومي إن حمدوك مازال وحتى بعد إشعال نار الحرب يتحرك بأمر أسياده خارجياً، مبدياً دهشته من رجل يقول إنه ممثل للشعب السوداني، ولكنه لا يستطيع أن يدخل حتى الحي الذي يسكنه داخل السودان، بل لا يستطيع حتى أن يدخل مناطق توجد فيها كثافة سودانيين في كل الدول التي يزورها، وأكد الجكومي أن حمدوك هو واحد من آفات ومصائب هذا الزمن باعتباره رجلاً بلا تأريخ وأورث البلاد هذه المصائب التي يدفع ثمنها الشعب السوداني.