سياسيمقالات الرأي والأعمدة

حسن علي عباس يكتب “عايزين شعب واعي وقانون”

هذا ما أرى :
حسن علي عباس
——————-
عايزين شعب واعي وقانون….
————————-
فترة ما قبل الحرب كانت فترة تستتر داخلها الكثير من التشوهات والسوالب بفعل سلوك وصنع الشعب السوداني، إنعكس على الكثير من جوانب الحياة في السودان ، إنعكس على المؤسسات والأداء ، إنعكس على الشارع وعلى الإنتاج العام حولت مجتمعات السودان إلى طبقات وحينما فار التنور واندلعت حرب الخامس عشر من أبريل ظهرت كل ثقوب السقف من أصحاب النفوس الضعيفة والخونة والمارقين والإنتهازيين والإستغلاليين و… الخ وحتى أروقة مؤسسات الدولة ظهرت سوءاتها في المحسوبية والبيروقراطية والتلكؤ والشللية و… و… الخ .. أحسست أن الحرب لم تكن واعظا ولم تنبه أؤلئك بعد بأن الجرح عميق في وطننا… وفقدنا فيه جلل… ومصابنا فيه عظيم وكذلك في مجتمعنا بسبب هذه الممارسات إذ لم تكن الخلافات السياسية هي السبب الرئيسي وحدها في إندلاع هذه الحرب… فسلوك الشعب كان واحدا من الأسباب، التجاوزات مازالت موجودة في كل تفاصيل الحياة السودانية رغم الحرب… نعم رغم الحرب هناك تجاوزات… ما زال الجشع والإستغلال والمغالاة موجودا وليس أدل على ذلك من أسعار الإيجارات التي بالغ فيها أصحاب العقارات ( بوليغ شديد) بأسعار فلكية، ليس أدل على ذلك من أن تشتري خدمة أو حق كفله لك الدستور من مؤسسة ما… ليس أدل على ذلك من سيطرة السماسرة والعطالى على خدمات المواطنين في بعض المواقع الخدمية بل وحتى في سوق الله أكبر … بل وليس أدل على ذلك من قيام المدارس الخاصة مثل نبات العشر واستعلائها واستغلائها… ليس أدل على ذلك من سيطرة السماسرة والجلابة على أسعار بعض السلع وتحكمهم فيها صعودا وهبوطا فقط عبر مكالمة هاتف بين شبكتهم… الثقوب كبيرة وكثيرة وفي إتساع إذا تمادت رقابة الدولة في الغياب.. كل ذلك هدم من قيم الوطنية ووأد الضمائر التي هي أساس البناء وعصب التقدم للبلد وعافية المجتمعات .. هذا من جانب ، ومن جانب آخر تراخي الشعب السوداني وتهاونه عن الإنتاج داخل البلاد تحت سماء وعلى أرض وطن فيه من الموارد ما تنوء عن مفاتح خزائنها أولو العصبة من الرجال فنعجز عن تفجيرها لتصبح بعد ذلك ( تكية) يتكالب عليها اللئام من الطامعين فيها بالقوة في الوقت الذي يحقق فيه الشعب السوداني بالخارج أعلى معدلات الإنتاج بخبراتهم وعلمهم وعملهم وفكرهم … فنهضوا بدول وأمم وشادوا تاريخا وسفرا وحضارات بالخارج، فالشعراء تغنوا بمناقب الشعب السوداني وفراسته وأوضحوا أنه من نفر عمروا الأرض حيثما قطنوا… وردد الدهر والأمم المجاورة والبعيدة حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن وكل يوم نسمع ونرى إنجازا سودانيا ونجاحا سودانيا في بلد ما… فماذا هناك..؟ وماذا هنا في السودان ما يمنع ذلك أن يكون… فحدثونا بالله عليكم…
على الدولة أن تقيم الخبرات والكفاءات من أبنائها لتشجعهم على العطاء بما يحقق الرفاه للشعب والبناء للبلاد.. على الشعب أن يعي بحقوقه حتى لا يقع فريسة للجشعين والعطالى والإستغلاليين.. يجب أن تعود القوانين إلى ساحات العدالة لردع المتجاوزين على كافة الأصعدة والمستويات… يجب تحقيق مبدأ المحاسبة في المؤسسات… يجب أن تعود الرقابة على الخدمات وعلى السوق … حتى يشعر الشعب السوداني حينها أن الحرب أعادت كل شيء الى صوابه… حتى يشعر الشعب السوداني أن قادمه أحلى… وان غده مشرق… وأن جرحه سيندمل… وأنه لن يخيب ظنه في القائمين على أمره الآن وفي من سيخلفهم من الوطنيين الخلص…
هذا وأكثر منه ما نأمل أن تصبح عليه البلاد بعد شروق شمس الكرامة وانتهاء الحرب.
————————–
لو كان لي يا موطني الأغلى..
عصا موسى..
فلقت بحار حزنك أيها الغالي..
لتعبر صوب آفاق الرجاء..

أو كما قالت السمراء روضة الحاج..
ونلتقي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى