“تقدم“ تخشى المشاركة في حكومة الدعم السريع
تقرير:سودان فيوتشر
تنشط الصحافة السودانية منذ أيام قليلة ماضية في الحديث عن احتمال تشكيل حكومة جديدة تكون حكومة موازية لحكومة بورتسودان في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وقد أثارت هذه القضية جدلاً واسعاً في أوساط السودانيين والقوى السياسية على حد سواء، حيث لا يزال الكثير منهم ينفي إمكانية مشاركتهم في مثل هذه الحكومة.
ومع ذلك، فقد أبدى العديد من السياسيين والخبراء السياسيين السودانيين وجهات نظرهم حول إمكانية تشكيل مثل هذه الحكومة. فجميعهم تقريبًا لديهم شكوك جدية حول احتمالات تشكيل حكومة جديدة، مشيرين إلى أن الكيانات السياسية البارزة، بما في ذلك تنسيقية تقدم، سترفض المشاركة في الحكومة.
فعلى سبيل المثال، حذّر نزار يوسف، ممثل ”التيار الثوري“ الذي يتزعمه ياسر عرمان من خطر حدوث انشقاق في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية ”تقدم“ إذا ما شاركت في حكومة موازية. وبحسب تقدم التي حاولت في السابق أن تكون مستقلة، قد تتهالك في هياكل سياسية يلبي مصالح الدعم السريع التي تؤدي الى تقسم السودان بشكل دائم.
وإلى جانب ذلك، وصف القيادي بقوى اعلان الحرية والتغيير المنشقة عن (تقدم)، القيادي السياسي البارز، عضو بعثة السودان في سفارة الخرطوم ببروكسل السابق الدكتور أحمد حسين الاتجاه لإعلان حكومة موازية بأنه خطوة غير موفقة ستؤدي إلى تقسيم السودان وتضر أيضاً بالهياكل السياسية من خلال تشويه صورتها بما في ذلك على الساحة الدولية، حيث أن الدعم السريع متهم بارتكاب جرائم عديدة. وشدد الدكتور حسين قبل كل شيء على أهمية التوافق لإنهاء الحرب. فعدم التوافق، لا يدمر السودان فحسب، بل يدمر العديد من الهياكل، بما في ذلك تنسيقية ”تقدُّم“ التي لا تزال غير واثقة من الحكومة الجديدة.
كما أشار المحلل السياسي السوداني أحمد خليل، الذي غطى مشاورات السياسيين السودانيين حول هذه القضية التي عقدت في كينيا، إلى عدم جدوى وجود ”تقدم“ في حال تشكيل حكومة في ظل حكومة الدعم السريع. ويرى أنه من غير المرجح أن تتوصل اللجنة السياسية لتقدم إلى توافق حول المشاركة، وبالتالي سيتعين على اللجنة السياسية لتقدم أن تتغلب بطريقة أو بأخرى على الانقسام بين الفصائل، مما قد يؤدي إلى تدمير الهيكل.
ويتبنى وجهة نظر مماثلة رئيس حزب التجمع الاتحادي، بابكر فيصل، الذي يعتقد أن تقدم لا يمكن أن تستمر في الوجود بشكلها الحالي لأن الفصائل منقسمة بشكل واضح حول مسألة الحكومة الموازية.
ومن شأن دعم حكومة موازية أن يفتح طريقاً مباشراً للانقسام ومن ثم حلّ تنسيقية تقدم بشكلها الحالي، وبالتالي حرمان الفصائل السياسية من القدرة على التأثير في مستقبل الوضع في البلاد بعد الحرب. وفي الوقت نفسه، فإن المشاركة في حكومة موازية لا تضمن للسياسيين أي فرص، فالوضع الحالي للدعم السريع في تدهور مستمر، مما يضعف من احتمالات تشكيل حكومة جديدة بعد نحو عامين من الحرب، بل إن إدارة الرئيس ترامب الجديدة في الولايات المتحدة هددت بفرض عقوبات على كل من يشارك في تشكيل حكومة موازية.