بذكريات أحداث بورتسودان.. أمسية استثنائية مع الناظر دقلل في داره.. بقلم.. صديق رمضان
أمسية اليوم الخميس اعتبرها استثنائية بكل ماتحمل الكلمة من معانٍ لأنها شهدت خروجي عن المألوف وهو ممارسة مهنة الصحافة مساءا، فهذا الوقت ومنذ سنوات اعتبره مقدسا وخاصا بالأسرة.
غير أن لكل قاعدة شواذ، وجاء الاستثناء هذه المرة بمحض ارادتي بل باستجابة سريعة وذلك لأن البرنامج إجتماعي في المقام الأول ويحمل بين طياته جانب قومي.
وبمعية مبادرة أبناء الشرق بالخدمة المدنية بقيادة نائب الوالي عمر عثمان، المدير التنفيذي لمحلية كسلا إدريس مداوي، المدير التنفيذي لخشم القربة محمد طاهر شيبة، القيادي الشاب النشط حمد كرار، محمد طاهر باركوين، محمد بابكر باركوين،محمود محمد عثمان، واحمد العمدة المحامي، شهدنا تدشين برنامج الزيارات الإجتماعية لرموز الولاية حيث جاءات البداية بحكيم الشرق ناظر البني عامر “علي إبراهيم دقلل” .
زيارة ذات مدلولات عميقة ومعاني عظيمة لأحد الرموز، فقد تحمّل الرجل عبء ثقيل على كاهله خلال السنوات الماضية التي كانت عصيبة وقاسية على الشرق، وبفضل حكمة الكبار وجهد الرجال فقد نجح الإقليم في تجاوز أصعب إمتحان.
والجلسة الطيبة التي احاطت بها روح التآخي والمحبة مساء اليوم الخميس ببيت البجا كما وصفه الأخ محمد طاهر شيبة، أعادت لي ذكريات لايمكن نسيانها مهما تطاولت الأيام عليها.
ففي العام 2019 وحينما اندلعت الأحداث ببورتسودان ابتعثتني صحيفة الانتباهة لتقصي الواقع، وكنت محظوظا بمرافقتي الناظر دقلل وموسى محمد أحمد لموقع الأحداث بالأحياء الغربية بالمدينة الساحلية أبرزها حي ولع.
كان الجو مكهرب والمواجهات على اشدها والتوتر الأمني قد بلغ مداها والدخان ينبعث من البيوت المحترقة، ورغم ذلك كان الناظر دقلل يطلب من والي البحر الأحمر وقتها اللواء حافظ الزاكي أن يترك لجنة رأب الصدع بقيادته زيارة الأحياء المشتعلة، وبكل شجاعة كان يقود الوفد ويدخل إلى المناطق الملتهبة ويجتمع مع الإدارة الأهلية التي تضم طيف واسع من المكونات الإجتماعية بالإضافة الي أطراف الصراع.
كان الناظر دقلل يتحدث بهدوء ومنطق وحكمة وهو الأمر الذي جعل الجميع في كل الاجتماعات التي حضرتها يصغي إليه باهتمام وتركيز، وكان لجهوده دور مؤثر في اخماد تلك الفتنة.
وزيارة المبادرة اليوم الي بيت الناظر دقلل والجلوس إليه اعتبرها خطوة موفقة لأنه رمز حقيقي ورجل سلام من الطراز الفريد، مثله والجبل الذي يطل عليه بيته شامخًا وصامدا، ظل يتسع صدره لكل الآراء ويحمل على مسؤولية ثقيلة تنوء بحملها الجبال.
وبكل تأكيد فإن نجاح المبادرة ووصولها إلى مرحلة جبر الضرر تعود بشكل مباشر من بعد توفيق الله إلى الدعم منقطع النظير من الكبيرين الناظرين دقلل وترك اللذين باتا مع قادة المكونات الإجتماعية بمثابة حائط الصد أمام كل ما من شأنه التأثير على الشرق الذي تماسك في أصعب فترة يمر بها السودان فكان طبيعي ان يكون قِبلة لكل أهل أرض النيلين، وكان لهم تأثير كبير في نجاح مبادرة أبناء الشرق بالخدمة المدنية.
وإعلان المبادرة أن زياراتها ستتواصل لكل مكونات الولاية تؤكد قوميتها وحرصها على الإستقرار وتدعيم التعايش السلمي الذي ينعم به الشرق عامة وكسلا خاصة.