المستشار السياسي لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل يحدد مكامن داء الأزمة السودانية ويطرح وصفة الدواء
عواصم عربية:سودان فيوتشر
قال مستشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل والمرشح الرئاسي السابق حاتم السر سكينجو المحامي، في لقاء كبير مع قيادات حزبية أن حزبه يملك الرؤية الواضحة والموقف السليم من كل ما يجري في السودان، وأنّه يعتمد في ذلك على حكمة الجماهير ورشد القيادة وموجهات التاريخ التي لا تحيد، مؤكدًا أنهم يستغربون التردد والتواني الذي يضرب أحزاب الساحة السياسية، منادياً بأهمية توحيد الجهود.
وفرق السر بين الموقف الواضح من دعم الجيش، ودعم دولة الاستقلال، وبين نقد التاريخ، وتوضيح السبيل إلى الديمقراطية، وقال :”إنه في كل مرة يتقدم فيها السودان نحو ترسيخ الديموقراطية يرد بعض المتنطعين المتصلين بالأحزاب الأيديولوجية التي لا تفوز في أي انتخابات، عبر انقلاب ينظمه بعض كوادرها في الجيش لصنع وضع تديره وتدبر أمره الاحزاب الايديولوجية والعقائدية”!! وأضاف :” منذ نيل السودان لاستقلاله في 1956، كان الهدف الرئيسي للرعيل الاول من جيل الحركة الوطنية السودانية بقيادة الاتحاديون الديمقراطيون ،هو بناء دولة ديمقراطية قوية ومستقرة قادرة على تلبية تطلعات جميع مواطنيها”. وتابع :”إلا أن السودان واجه سلسلة من التحديات السياسية والعسكرية التي أوقفت مسار التنمية وعطلت التحول الديمقراطي وقوضت الحكم المدني. بدأت بانقلاب الفريق إبراهيم عبود في 1958، الذي أنهى الحكومة المدنية الأولى، ومرورًا بانقلاب الشيوعي في مايو 1969 الذي جاء بجعفر نميري إلى السلطة، وصولًا إلى انقلاب الترابي/ البشير في 30 يونيو 1989 الذي قاد البلاد إلى انفصال جنوب السودان في 2011، وشدد علي أن تاريخ السودان كان مليئًا بالصراعات التي أعاقت مسيرة تحول البلاد نحو الاستقرار والحكم المدني الديمقراطي”.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها مستشار مولانا الميرغني ،الاستاذ حاتم السر سكينجو المحامي مساء “السبت” أمام حشد من قيادات الحزب بالخليج خُصِصَّ لتوضيح وشرح ثوابت الموقف الحزبي تجاه ما يجري حاليًا في السودان.
ودعا السر الي الواقعية والموضوعية عند تقييم الأحداث التاريخية. رافضًا تحميل دولة 1956 مسؤولية ما يحدث اليوم في السودان ووصف دعاة تحميل المسؤولية عن الفشل لدولة 1956 بانهم”انقلابيون” يتجاهلون التعقيدات التي مرت بها البلاد بسبب انقلاب عبود، انقلاب نميري،وانقلاب الترابي/البشير، موضحا بانها كانت كلها نقاط تحول رئيسية أثرت بشكل كبير على مسار السودان. ومشددا على ضرورة الاعتراف بأن الانقلابات العسكرية لم تكن حلولًا فعالة، بل ساهمت في تفاقم الأزمات. ونبه مستشار الميرغني إلى خطورة ما أسماها ” الدعوات المجانية “و “الاتهامات الجماعية” الهادفة الى تجريم الأحزاب السياسية وتحميلها مسؤولية عدم الاستقرار السياسي بالبلاد مؤكدا أن مسؤولية الأزمة الحالية بالبلاد تقع على عاتق نظام “الحكم الثنائي “الذي حكم البلاد بعد ثورة ديسمبر منذ 2019، والذي كان يتألف من شراكة ثنائية بين مكون عسكري ومكون مدني. وأضاف السر :”كان على هذه الأطراف الحاكمة أن تعمل بجدية أكبر لتجنيب البلاد تفاقم الاوضاع وحمايتها من الانزلاق نحو الحرب في 2023″.
وذكر حاتم السر في كلمته عن ثوابت مواقف الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل تجاه ما يجري في السودان أن الاتحادي الاصل بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ونائبه السيد جعفر الميرغني كان هو أول حزب سوداني قام بدور محوري في الدعوة للحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية القومية والشرعية وفي مقدمتها القوات المسلحة السودانية ودعا الحزب لدعم الجيش السوداني الوطني والوقوف معه والتصدي لأي مؤامرة ضده مشيرا إلى أن وقوف الحزب مع الجيش وهو يخوض معركة السيادة الوطنية والاستقلال جاء نتيجة لايمان الحزب بدعم مؤسسات الدولة القومية والشرعية موضحًا بان القوات المسلحة السودانية تعتبر آخر مؤسسات الدولة الشرعية القائمة ،مشددا علي اهمية الحفاظ عليها قائلا سقوط الجيش يعني سقوط الوطن . وأضاف السر ان دعم الحزب الاتحادي للجيش لا يعني تخلي الحزب او تراجعه عن الدعوة للتحول الديمقراطي والحكم المدني.
وأوضح السر بان الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل كان من أوائل القوى السياسية السودانية التي بادرت منذ الاسبوع الأول للحرب بالتواصل مع جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي كما قامت قيادة الحزب بجولات دبلوماسية شملت عدة دول إقليمية ودولية. تكللت هذه الجهود بالتأكيد على ضرورة دعم الدولة السودانية ومؤسساتها الشرعية والقومية والمحافظة على سيادتها الوطنية واستقلالها في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد. مما ساهم في تعزيز موقف السودان على الساحتين الاقليمية و الدولية.
وأبان السر أنه من ضمن ثوابت الموقف الخاص بالحزب الاتحادي الاصل هو ايمان الحزب بأن السودان دولة تتمتع بسيادة كاملة، ولذلك ظل الحزب وما يزال يرفض السماح لأي تدخلات خارجية تؤثر سلبًا على القرارات المصيرية للبلاد.واستدرك قائلا:”
يجب أن نكون واضحين في رفض أي محاولة لتحميل الخارج مسؤولية الفشل الداخلي. ونبّه إلى أن الاستقطاب الداخلي وليس التهديد الخارجي هو ما يؤدي إلى انهيار الدول في العصر الحديث، مؤكدا أن السودان قادر على حل أزماته بنفسه إذا ما تم توجيه الأمور بالشكل الصحيح”.
وتابع قائلا:” السودان يمر بمرحلة حرجة تتطلب تعاونًا وتكاتفًا بين جميع الأطراف. ويجب أن نصل إلى توافق وطني حول عدة نقاط محورية لضمان الانتقال السلس إلى مرحلة جديدة ولذلك ظل الحزب متمسكًا بالدعوة الي ضرورة الحوار السوداني السوداني كوسيلة أساسية لتحقيق الاتفاق علي الثوابت الوطنية “.
وقال مستشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل أن الحزب مع الدعوة لتشكيل حكومة انتقالية مدنية تتولى مسؤولية تقديم الخدمات الأساسية للشعب السوداني وتركز على تحسين الوضع المعيشي وتهيئة الاجواء الملائمة للانتخابات وفقًا لجدول زمني حازم لإجراء الانتخابات لا يتجاوز المدة الزمنية المحددة .و يجب أن تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة وتحت إشراف دولي لضمان الشفافية.
وأكد حاتم السر المستشار السياسي لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل علي أن الحزب يتبني حاليا الدعوة لتنفيذ الأولويات التي تحتل مكانة كبيرة من الأهمية بالنسبة للمواطن السوداني مثل انهاء الحرب والخروج الكامل والفوري للمليشيات من بيوت الناس ومن الاعيان العامة والخاصة والاسراع في تقديم المساعدات الانسانية الضرورية للشعب السوداني والعمل علي عودة السودانيين الي ديارهم وبيوتهم. وأضاف أن تأسيس سودان ما بعد الحرب يتطلب جهدًا مشتركًا من جميع الأطراف السودانية، لضمان الاستقرار. ودعا الي مواجهة التحديات بحكمة وشجاعة، مع التركيز على العدالة الانتقالية، إصلاح مؤسسات الدولة، ومعالجة الآثار النفسية والاجتماعية للحرب. وثمن السر دور القوات المسلحة السودانية مشيرًا الي أنها كانت وستظل الركيزة الأساسية في الحفاظ على أمن واستقرار السودان، داعيًا الي ضرورة أن تكون شريكًا فاعلًا في بناء المستقبل.