استهدفت هيئة القيادة..غرف "القحتجنجويد"...حملات تخوين الجيش
مؤامرة دولية بدأت شرارتها في بواكير الثورة بشعار “معليش ما عندنا جيش”..
خبير عسكري: الحملة محاولة يائسة لهزّ ثقة المواطن في قواته المسلحة..
خبير قانوني: ينبغي عدم تدمير المؤسسات حتى لا تتلاشى الدولة..
ضابط رفيع: نثق في هيئة القيادة العليا، ونثمن عالياً جهودها رغم التعقيدات الإقليمية والدولية..
البرهان: التراجع في بعض المواقف أو خسارة بعض المدن لا يعني هزيمة الجيش..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إن التراجع في بعض المواقع والمواقف أو خسارة بعض المدن لا يعني هزيمة الجيش، مبيناً أن العمليات العسكرية سيارة تُستخدم فيها كل أوجه الحرب، وأن المعارك سجال، وكانت غرف تابعة لميليشيا الدعم السريع وداعميها من القحاتة قد أثاروا غباراً كثيفاً من خلال حملة ممنهجة استهدفت الهيئة العليا للقوات المسلحة واتهمتها بالتخوين والبيع، وذلك على خلفية السقوط المفاجئ لمدينة سنجة حاضرة ولاية سنار في أيدي ميليشيا الدعم.
حملة تخوين:
ويقول ضابط رفيع في القوات المسلحة فضّل حجب اسمه لعدم تخويله بالحديث للإعلام، إن حملات التخوين والتشكيك في قيادة الجيش تقف وراءها منصات تابعة للميليشيا المتمردة وداعميها من القحاتة، وأبان في حديثه للكرامة أن الهدف من الترويج لهذه الشائعات هو هزّ ثقة المواطن في قواته المسلحة وتمزيق عُرى العلاقة التي عززتها هذه الحرب بالتحام الجماهير مع القوات المسلحة تحت شعار ” شعب واحد جيش واحد ” مؤكداً أن هذه الحرب هي حرب السودانيين جميعاً مدنيين وعسكريين، لذلك تحاول الآلة الإعلامية للميليشيا المتمردة ومن يقف خلفها، عزل الجيش عن الشعب خاصة بعد تصاعد المقاومة الشعبية وارتفاع الأصوات المنادية بتجييش الشعب.
آثار وخيمة:
وعلى ذات المنحى يتجه أستاذ القانون العام بجامعة جوبا دكتور يس حسن محمد والذي قال في حديثه للكرامة إن حساسية الطبيعة الوظيفية للقوات المسلحة لا تتحمل أي تدخل اجتماعي أو سياسي أو ديمغرافي لتغيير طبيعة عملها أو انتمائها كما حدث في السودان، منوهاً إلى أن حملة محاولة التشظي والتشذي والتخبط السياسي الراهن والإعلام الجاهل التي يتبناها من وصفهم بالمتطرفين فكرياً وايدلوجياً من أجل استهداف قادة الجيش وتخوينهم في الحرب الدائرة حالياً، ستلقي بآثارها الوخيمة على كيان المؤسسة العسكرية في السودان، بمحاولة التشكيك في أفرادها وهدم الثقة بينهم، الأمر الذي قد يؤدي تدريجياً إلى انقضاء الدولة السودانية، وأبان دكتور يس أن الجيش مثله مثل مؤسسات الدولة الأخرى يوجد في قادته الصالح والطالح والحرب الدائرة أفرزت دروساً وعبراً، لذلك ينبغي أن يكون التعبير عن الأحداث هادفاً يستهدف إصلاح ما تبقى من الكيان لا هدمه.
مؤامرة دولية:
إن ما يشهده السودان من تمرد مسلح يتم وفق مؤامرة دولية كاملة الأركان، هكذا ابتدر الباحث في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية فريق حنفي عبد الله أفندي حديثه للكرامة، وقال إن هذه المؤامرة الدولية هدفت إلى الاستيلاء على السلطة، ومحاولة تفكيك الجيش الوطني، وتحويل السودان إلى قطاعات مفككة يسهل التحكم بها، مبيناً أن حملة استهداف الجيش بدأت بالتظاهرات واستعداء الشعب تجاه قواته المسلحة بالعبارات والشعارات على شاكلة ” معليش ما عندنا جيش ” ثم تطور الأمر إلى مخطط آخر عبر منظور مخطط الإصلاح العسكري والأمني، وإحالة المئات من الكفاءات العسكرين في الجيش والقوات النظامية.
الطامة الكبرى:
ويؤكد الفريق حنفي عبد الله أفندي أن الطامة الكبرى كانت في تفكيك هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات وتسريح منسوبيها، حيث خلا وجه البلاد بهذه الخطوة وأصبح السودان ساحة مكشوفة وعارية للنشاط الاستخباري الأجنبي، وازداد الامر كيل بعير بانتشار ممارسات تفكيك المجتمع وشراء الذمم وتجنيد العملاء ليعملوا ضد مصالح البلاد دون متابعة أمنية في ظل عمل جهاز الأمن والمخابرات بلا صلاحيات تمكنه من تنفيذ الإجراءات الأمنية الاستباقية لضبط كل مخالف يعمل على زعزعة وتماسك الأمن ومقاومة الطابور الخامس والخلايا النائمة التي زرعتها ميليشيا التمرد منذ بواكير ثورة ديسمبر، وأسالت لعابها بالحوافز المالية الضخمة، مبيناً أن هذه الخلايا هي التي تعمل منذ فترة مع آخرين في تخوين الجيش وقيادته، وبث الفتنة بين المواطنين وإعمال التخذيل وتثبيط الهمم وتدمير المعنويات.
ثقة في قيادة الجيش:
وعاد الضابط الرفيع الذي فضل حجب اسمه ليحذر عبر الكرامة من مغبة محاولة شق صف الجيش والمطالبة بإجراء تغييرات في قيادة الجيش في هذا التوقيت الذي تستعر فيه نار الحرب، مشدداً على ضرورة العمل على تقوية الجبهة الداخلية وتفويت الفرصة على العملاء والخونة الذين يحاولون بث سموم التشكيك والتخوين في قيادة القوات المسلحة، وقال إن النقد البناء وتصحيح المسار مطلوب، وأن فرضية وجود طابور خامس موجودة في ظل الحرب، ولكنه رفض فكرة المزايدة على هيئة القيادة العليا للقوات المسلحة التي أكد أنها تتمتع بثقة كبيرة وسط ضباط وضباط صف وجنود المؤسسة العسكرية، لما تبذله من غالي ونفيس من أجل القضاء على هذه الميليشيا المتمردة رغم الصعوبات والتعقيدات الإقليمية والدولية التي تواجهها قيادة الجيش.
لا لتدمير المؤسسات:
وشدد دكتور يس حسن محمد أستاذ القانون العام بجامعة جوبا على ضرورة الابتعاد عن مؤسساتنا لمجرد تعاطفنا أو انتماءاتنا لأن ذلك سيكون عبئاً علينا مستقبلاً، مبيناً أن الذين يخوّنون قيادات القوات المسلحة اليوم، كانوا بالأمس يمجدونهم ويحثونهم على الحرب، ويعلمون جيداً أن في الحرب ربحاً وخسارة، وأن هناك سلام وأمان، وفي كل أثر من تلك الآثار دروس وعبر ينبغي الاستفادة منها وليس استغلالها، وأكد دكتور يس أنه ليس في الحرب كاسب فالجميع خاسر، مما يتطلب عدم هدم المؤسسات حتى لا تتلاشى ملامح الدولة، فإن كان هناك لوم أو نقد فيجب أن يكون بغرض الإصلاح لا التدمير.